عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دول كثيرة فى العالم غيرت أسماءها من قبل، فصارت معروفة بأسماء جديدة، ليست هى التى عاش الناس يعرفونها بها على مدى عقود من الزمان! 

فالذين يتابعون هذه الأيام نتائج انتخابات الكونغو الديمقراطية، لا يعرفون ربما أنها فى الأصل كانت زائير، وأنها اختارت قبل سنوات أن تغير اسمها.. والذين تابعوا قبل فترة مأساة المسلمين فى ميانمار، لا يعرفون ربما كذلك أن اسمها كان: بورما.. والذين قرأوا شيئاً عن انتخابات البرلمان مؤخراً فى بنجلاديش، ربما للمرة الثالثة لا يعرفون أنها كانت باكستان الشرقية، تمييزاً لها عن باكستان الحالية التى كانت باكستان الغربية، فلما تغير الاسم من باكستان الشرقية إلى بنجلاديش، انتفت حاجة باكستان الغربية إلى أى تمييز.. فهى باكستان التى نراها على الخريطة وفقط! 

وفى كل هذه الحالات وغيرها، مرت عملية تغيير اسم الدولة دون مشاكل كبيرة أو حتى صغيرة، إلا هذه المرة التى نتابع أخبارها من وقت إلى آخر عن مقدونيا فى شرق أوروبا التى غيرت اسمها إلى مقدونيا الشمالية! 

أما مقدونيا فى الأصل، فهى الجزء الجنوبى من دولة كبيرة كانت موجودة ذات يوم قريب اسمها يوغسلافيا، التى لما تفككت عام ١٩٩١، تحولت أجزاؤها إلى عدد من الدول.. فكانت مقدونيا واحدة من هذه الدول! 

ولكن سوء حظ هذه الدولة الجديدة جعلها على حدود مباشرة مع اليونان، التى تضم فى داخل أرضها إقليماً شمالياً اسمه مقدونيا أيضاً!.. ولا تزال الغالبية من اليونانيين ترى أن اسم مقدونيا يخص بلادهم وحدها، وأنه اسم يونانى تماماً، وأن أى دولة فى العالم ليس من حقها أن تحمله أو تتخذه اسماً لها، وأن الإسكندر الأكبر عاش فى هذه المنطقة تحديداً شمال اليونان ذات يوم، وأن هذا وحده يكفى لأن يعطى كل يونانى الحق فى أن يكون الاسم يونانياً خالصاً! 

وأمام إصرار اليونانيين على الاحتفاظ بالاسم لهم وحدهم، وعلى ألا يشاركهم فيه أحد، وأمام قيامهم بمظاهرات ملأت الشوارع لهذا الغرض، لم تجد مقدونيا اليوغسلافية مفراً من تغيير اسمها إلى: مقدونيا الشمالية! 

ولكن هذا لم يكن كافياً فيما يبدو، فرغم اتفاق الحكومتين فى البلدين.. اليونان ومقدونيا اليوغسلافية التى أصبحت مقدونيا الشمالية.. على ذلك، إلا أن الموضوع يبدو بلا نهاية، ويصمم اليونانيون على الاحتفاظ بالاسم يونانياً كاملاً، وفى أول هذا الأسبوع استقال وزير الدفاع اليونانى تعبيراً عن هذا التصميم، وتمسكاً بحق اليونان فى أن يكون الاسم لها وحدها! 

ولأن وزير الدفاع شريك فى الحكومة اليونانية الحالية بكتلة برلمانية من سبعة نواب، فاستقالته احتجاجاً على ترك الاسم لمقدونيا اليوغسلافية، معناه انهيار الحكومة فى بلاده فى الحال، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وقد قال فى خطاب استقالته، إنه يضحى بمنصبه من أجل القضية التى يراها تستحق! 

وهى قضية فيها من الطرافة بمثل ما فيها من الجدية، وتقول إن الدول لا تتنازع على الأرض وحدها، وإنما قد تتنازع على ما هو دون الأرض بكثير!