رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

فى المحلة الكبرى محافظة الغربية حاولت الهروب من البرد إلى دفء رئاسة الحى فانكشف الغطاء واتضح أن الحى.. ميت.. وماتت هى الأخرى من البرد.

منى الششتاوى «٥٤ عاماً» سيدة مشردة ليس لها سكن أو أهل وهى ضمن الأرقام المجهولة التى لا نعلم ولا تعلم الدولة عنها شيئاً من المشردين ولا نعلم هل هى من المصابين بالأمراض النفسية والعقلية أو الصدمات الاجتماعية والفقر.. لم تتحمل «الششتاوى» الصقيع وماتت وهى تحاول الاختباء من البرد الشديد أمام مبنى رئاسة حى أول المحلة الكبرى.. جاء الغطاء إليها بعد أن فاضت روحها فقط حتى لا ينزعج الأحياء من منظر الموت.. نعم ماتت «الششتاوى» وتصدعت بعض القلوب ولكن بعد أن فات الأوان تصاعدت صيحات منصات الفيس بوك.. ومحافظ الغربية صرح بأن «الششتاوى» كانت تأتى إلى الحى لإطعام القطط ولم تطلب المساعدة.. سيادة المحافظ وهل يحتاج الوضع من امرأة مشردة طلب المساعدة؟.. ولأنهم مشردون لا أحد يعلم عنهم شيئاً سوى أنهم أناس يلبسون ملابس غاية فى القذارة وتخاف منهم البنات والأطفال فى الشوارع.. فهم يعاملون معاملة الحيوانات والكلاب الضالة التى تخيف ليلًا وتعبث فى صناديق القمامة بحثًا عن الطعام.. أحيانًا تشاهده يشرب أعقاب السجائر وأحيانًا أخرى تجدها تجلس بطفل رضيع وضعته فى الشارع بعد أن اعتدى عليها شخص منعدم الضمير وربما أشخاص.. وهى لا تدرى شيئاً، من هو هذا الشخص وماذا يفعل.. لا تعرف سوى أن هناك مخلوقاً ضعيفاً خرج من أحشائها وعليها بالفطرة أن ترضعه وتحميه من برد الشتاء وشمس الصيف.. تلك قصص واقعية قصيرة ولكنها ضخمة المعنى متضخمة المأساة.

إنه مطلب إنسانى من الدولة.. لا يترك فقط للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى التى فشلت بالفعل فى احتواء هؤلاء المساكين المشردين.. بناء الإنسان لا يقل أهمية عن بناء المشروعات الضخمة التى هى أيضًا لخدمة هذا الإنسان المصرى.. من الإنسانية أن تهتم الدولة بذوى الاحتياجات الخاصة ولكن هؤلاء لديهم من يقف جوارهم ويدعمهم بينما هؤلاء المشردون لا يجدون شيئاً سوى التسول واسترقاق القلوب والبحث عن حوائط مفتوحة لا تقى من حرارة الشمس أو برودة الهواء.

أرجوكم لا تكرروا المأساة فهناك فى الأحياء والقرى الآلاف من «الششتاوى» جميعهم يبحثون عن أيادٍ تمتد إليهم ومصحات تعالجهم أو مبانٍ ومؤسسات ترعاهم، ينتظرون قلوباً بأعين تنظر وتشاهد وتفهم دون أن تنتظر أن تسمع صرخات الاستغاثة.

وفى مدينة ملوى بالمنيا تأتى مأساة أخرى حيث عثر على جثة مسن بلا مأوى، توفى بسبب موجة البرد الأخيرة على أحد أرصفة مدخل المدينة بطريق القاهرة ـ أسوان الزراعى.. هذا هو المقال الثالث على التوالى الذى أناشد فيه المسئولين التحرك لإنقاذ هؤلاء الضعفاء.