رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

تعيش مصر هذه الايام ظروف طقس متقلبة كطبيعة المناخ فى مثل هذا الموعد من كل عام وهذه الاجواء كشفت عن وجود ناس تعيش فى الشارع نظرا لطبيعة عملها كشرطى المرور ورجال الحراسات وغيرهم، وكل هؤلاء يتعاملون مع الشتاء والبرد بما يلزمه من ملابس ثقيلة تحميهم وتحفظهم بقدر المستطاع والأهم وجود أماكن يحتمون فيها أثناء هطول الامطار

وهؤلاء ربنا معهم ويحتاجون فقط إلى تقدير المتعاملين معهم وحسن المعاملة ليس إلا وهذه الفئات لها منا كل التقدير والاحترام

ولكن الكلام هنا عن الناس الذين لايجدون مأوى يحميهم ولا غطاء يحفظهم ويقيهم من البرد القارس والمطر الهادر والغزير ومنهم أطفال الشوارع والمتسولين وفيهم صغار وعجزه ومرضى، ومن بين هذه المجموعات المحترفين الذين يمتهنون التسول ويجمعون منها ثروات تكشفها ملابسات وفاتهم أو القبض عليهم بمعرفة مباحث الاداب وشرطة المرافق

ولكن يبقى بعد ذلك الناس الذين يضطرون للاقامة فى الشارع لانهم بلا محل سكن ولا عنوان فى البطاقة، هربوا من ظروف عائلية قاسية وكل منهم له خلفية من قصص إنسانية بائسة فهناك الاطفال الذين هربوا من قسوة زوجة الاب أو زوج الأم، وشابات هربن من تحرشات زوج الأم وصبية لجئوا للشارع من جحيم ظروفهم الخاصة

وسيدات ورجال طاعنون فى السن ومرضى احتموا فى الارصفة ومداخل المبانى الحكومية والسلالم بحثا عن المأوى لقضاء ساعات الليل وبعضهم نراهم وقد احتلفوا ملابس مهلهلة وبالية ومتسخة ويدخلون فى كراتين يقرفصون فيها بحثا عن شرارة دافئة هاربة أو شاردة من فرن أو مطعم أو مخبز

وفى المحلة توفيت قبل أيام متسولة من شدة البرد أمام رصيف حى اول المحلة، وأثارت لذلك اهتمام الرأى العام وتبين أنها لفظت أنفاسها بهبوط حاد فى الدورة الدموية ونعاها اللواء هشام السعيد محافظ الغربية فى بيان أصدرته المحافظة ونفى فيه أنها طلبت مساعدة من الحى أو المحافظة وأن الضحية تدعى «منى طلعت» وكانت تطعم القطط فى الشارع وتوفيت بسبب هبوط فى الدورة الدموية

وهذه الضحية لفتت الانظار مرة أخرى لقضية أطفال الشوارع وغيرهم من رجال وسيدات «عجزة ومرضى» وليس لهم من دون الله سقف ولا راع ولا معين إلا الله سبحانه وتعالى والحكومة والمجتمع الذى يجب أن يستفز لوجود هؤلاء الناس ويسارع بتوفير الحماية لهم حتى لا يكونوا ضحايا جدد للبرد القارس وبرودة مشاعر الناس وغلظة قلوب بعض المسئولين خصوصا مع وجود وزارة للتضامن الاجتماعى من أولى أولوياتها وأهم اختصاصها هؤلاء البؤساء على الارض فضلا عن دعوة الرئيس السيسى بضرورة حفظ كرامة الإنسان المصرى فى كل الظروف والاحوال

ضحية البرد فى المحلة أظهرت خللا كبيرا فى منظومة الحماية الاجتماعية، و"منى طلعت " الان بين يدى الله ولايجوز عليها غير الرحمة، ولكنها ماتت من البرد وفى الشارع وعلى الرصيف وهذه حقيقة ثابتة ولا تنكر وهذه «سبة» فى جبين الانسانية، والغريب أننا نستيقظ كل يوم على حالة وفاة لمسن بجوار رصيف هنا وهناك، ولكن أحدا لا يتحرك لمسح الميادين والشوارع لبحث ظروف هؤلاء الناس وتدبير مأوى مناسب لهم حتى بعض المشردين الذين لايحبون الحماية الحكومية ويفضلون النوم واللف فى الشوارع يجب أيضا حمايتهم ولو بالقوة من باب الانسانية والمسئولية والحماية المجتمعية الواجبة، فكثيرا ما يهرب بعض المشردين بعد توفير مكان مناسب لهم فى دور رعاية بسبب القيود المفروضة والنظام أو لأشياء أخرى لا نعرفها.

وقد وجب الان النظر بعين الاعتبار لهذه الفئات الاولى بالرعاية من أطفال يسرحون فى الشوارع ومشردين ومرضى نفسين، جميعهم يعيشون حياة كاملة فى الشارع ومنهم حالات تسير فى عز البرد بلا قميص أو جلباب «عرايا» كما ولدوا ولا أحد يتحرك لهم، هؤلاء فى نظرى أولى بحملات الاعلاميين والتى توجه لناس «غلابة» صحيح، ولكنها على الأقل تعيش فى بيوت وأسقف ثم بعد أن نعلن أن مصر خالية من ناس الشوارع نعود بحملاتنا لمسريتها الاولى.

أتمنى أن تقوم وزارة التضامن والمحافظون فى المحافظات والجمعيات ورجال الاعمال، أن يقوم كل هؤلاء بدورهم الانسانى والقانونى لحماية ضحايا الشارع بكل الظروف والملابسات حتى لا يموت إنسان أخر بالبرد على رصيف فى أى مكان فى مصر فهذا لا يليق بوطن يسعى لترسيخ القيم الانسانية وله حضارة يعرفها العالم ويقدرها حتى لا يقال أن فى مصر إنسانا لايجد سقفا يحميه ويموت من برد الشتاء وفى الشارع والله المستعان.