عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أنا... فتاة مصرية من مدينة المنصورة العامرة أبعث برسالتى هذه إلى كل مصرية ومصرى ينادون بالحرية والمدنية وحقوق المرأة المصرية وإلى جميع المؤسسات العلمية والتعليمية التى تنشر العلم والبحث، وتعتقد أن تقدم الدولة المصرية لن يكون إلا بالبحث والدراسة والعلم, رسالتى إلى قضاة مصر ومجلس النواب الذى يحافظ على مقدرات الدولة، ويحمى الدستور المصرى الذى وضع بعد ثورتين أرقنا فيهما الكثير من الدماء، وأصابنا الخراب والدمار الاقتصادى، فهذا الدستور الذى يقر أن جميع المواطنين سواء أمام القانون لا فرق بين عرق أو جنس أو دين.. حيث إننى مازلت فى طور الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، ولأننى قد آمنت بما أقسم عليه هؤلاء الذين يقودون أمر البلاد، وأن لى حقوقاً فى هذا الوطن، وأن على واجبات، مثلى مثل زميلى ذلك الطالب الذى ما فعل إلا أن أهدانى باقة ورد وعبر عن حبه، وهو حب بريء طاهر عفيف أردت أن أضمه فى مودة أمام الجميع لأقر وأقول إننى أقدر حبه وهديته.. قد أكون أخطأت التقدير، ولم أراعِ الأعين ولم أراعِ العادات والتقاليد التى لا تسمح ولا تقبل بإعلان الحب على الملأ، وإن كنا قد كتبنا ورقة زواج عرفى على ورق مناديل وأتينا باثنين من أصدقائنا كشهود واعتبرنا هذا زواجاً عرفياً، أو أننا ذهبنا إلى أمير جماعة أو إلى شيخ من مشايخ السلفية، وطلبنا الزواج حفظاً لما يعترينا من رغبات جسدية، وحتى وإن لم تعلم أسرتنا أو أهلنا أو ذوونا أو حتى أصدقاؤنا لكان ذلك الزواج الجسدى مباحاً فى عرفكم وعرف مجتمعكم وأسميتموه زواجاً شرعياً صحيحاً رغم اختلاف المذاهب والمآرب والفتاوى، وإن كنت عندما احتضنت ذلك الشاب قد أعلنت أنه خطيب لى أو أن بيدى قطعة من حديد تدل على ما يسمى الخطبة أو أننى قد ادعيت أن هذا الشاب قد تقدم لخطبتى وأننا قرأنا فاتحة أمام الأهل.. أو أننى قد كذبت واتدعيت أننى قد قمت بفعلتى خوفاً منه ومن ملاحقته.. لو أننى قد أعلنت أن العديد من زميلاتى متزوجات عرفياً أو سرياً، أو أن العديد من أصحابى قد قمنا بالغش فى مراحل التعليم المختلفة ولم يتم إلقاء القبض علينا ومحاسبتنا علناً وأن الكثير مازال يكذب ويغش فى الامتحانات ومع هذا تكون أقصى عقوبة له هى الحرمان من امتحان أو رسوباً فى المادة... و مع أن من قرروا فصلى فصلاً نهائياً من جميع كليات الأزهر الشريف ولم يقروا أى عقوبة على زميلى الذى قدم لى الورود وركع على ركبتيه وهيأ لى الوقوع فى هذه الفعلة الشنعاء، وكما تقولون وكما تدعون مع هذا لم تعتبروه شريكاً فى الرذيلة ولم تقيموا عليه الحد باعتبار أننى قد عانقت هواءً وفراغاً.. أم أن الدين لا يقيم حدود الله إلا على المرأة، والمجتمع لا يعاقب إلا الفتاة، أما الدستور والقانون فليس لهما مكان فى عرفُكم وأنتم لا تعترفون بهما.

أيها السادة.. أيها الأساتذة.. أيتها السيدات.. أيها المجتمع جميعكم تعيشون حالة من النفاق والكذب والخداع، وتفضلون الظلام على النور، وتشجعون على الدولة الرجعية، وتنادون بالتعصب والتمييز ضد المرأة، وتكرهون الحب البريء والعفيف، لا تؤمنون بالشباب والتغيير ولا تملكون الرحمة أو العدل.. حتى وإن أخطأت فهل هذا جرم أم رذيلة أم فضيحة. إننى لم أسرق ولم أزنِ ولم أكذب ولم أغش.. فهل جزائى أن يتم حرمانى من العلم والتعليم، ووصمى بالعار والخروج على العرف والتقاليد والدين.. بينما من شاركنى الفعل بريء سليم لمجرد اختلافه فى الجنس والنوع، لأنه ذكر وما أدراك ما الذكورة فى مجتمع يدعى نصرة المرأة وإعلاء قيمتها ومكانتها.

سوف أتعلم وسوف أحب وسوف أعود أقوى ولن تكسرنى قوانينكم وقراراتكم.. الحياة تنتصر والحب أبقى والقادم أجمل.. رغماً عن كل قوى الظلام والتعصب والجمود.