رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

الحديث مستمر حول الشخصيات التاريخية والفلاسفة الذين غيروا التاريخ على وجه الأرض، ونتحدث اليوم عن عالم وفيلسوف جديد هو ابن حزم الأندلسى صاحب أشهر مؤلف أدبى المعروف باسم «طوق الحمامة فى الإلفة والإلاف».

هو أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسى القرطبي، يعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ. فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيى المذهب بعد زواله فى الشرق. ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل بل وصفه البعض بالفيلسوف، كما عُد من أوائل من قال بكروية الأرض كما كان وزيرًا سياسيًا لبنى أمية، سلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع، قامت عليه جماعة من المالكية وشـُرد عن وطنه.

عاش حياته الأولى فى صحبة أخيه أبى بكر، الذى كان يكبره بخمس سنوات، فى قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبى عامر وابنه المظفر من بعده. وكانت تربيته فى تلك الفترة على أيدى جوارى القصر الذى كان مقاماً فى الشارع الآخذ من النهر الصغير على الدرب المتصل بقصر الزاهرة، والملاصق لدار المنصور بن أبى عامر ومن ذلك نعرف مدى المكانة التى كان يحظى بها والد ابن حزم لدى المنصور بن أبى عامر حتى جاوره فى السكن.

كان ابن حزم قد خرج من وسط أسرة عرفت الإسلام منذ جده الأعلى «يزيد بن أبى سفيان»، وكان خلف أول من دخل الأندلس من أسرته فى صحبة الأمير عبد الرحمن الداخل، وكان مقامه فى لبلة ومن ذلك نعرف أن مقر هذه الأسرة كان الشام بعد مشاركة يزيد أصل هذه الأسرة فى الفتوحات الإسلامية بها، ولما خرج عبد الرحمن إلى الأندلس خرج معه خلف بن معدان.

وقد بدأت هذه الأسرة تحتل مكانها الرفيع كواحدة من كرائم العائلات بالأندلس فى عهد الحكم المستنصر، ونجحت فى امتلاك قرية بأسرها هى منت ليشم ولا يعلم هل خلف بن معدان هو الذى تملكها أم أبناؤه من بعده، ولعل ذلك يحيلنا إلى مدى ذكاء هذه الأسرة الذى انعكس بدوره على أحمد بن سعيد وولده ابن حزم من بعده.

يعتبر أحمد بن سعيد أحد مشاهير هذه الأسرة ومؤسس ملكها حتى قال عنه ابن حيان «الوزير المعقل فى زمانه الراجح فى ميزانه … هو الذى بنى بيت نفسه فى آخر الدهر برأس رابية وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء والرجولة، وقد كان لهذه الصفات إلى جانب اتجاهه للحزب الأموى وعمق ولائه لأمرائه وخلفائه دور هام  وبلغ من شدة ثقته به أنه كان يستخلفه على المملكة أوقات مغيبه عنها، وصير خاتمه فى يده.

وكان لأحمد بن سعيد مجلس يحضره العلماء والشعراء، أمثال: أبى عمر بن حبرون، وخلف بن رضا، وكان له باع طويل فى الشعر ومشاركة قوية فى البلاغة والأدب حتى إنه ليتعجب ممن يلحن فى مخاطبة أو يجيء بلفظة قلقة فى مكاتبة، (وقد كان لهذا أثره على ولده ابن حزم فى تمكنه من اللغة والشعر واهتمامه بهما) حتى أن بلاغته كان لها من التأثير أنها تأخذ بمجامع القلوب وتنفذ إلى أعماق النفوس فى أسلوب سهل ممتنع رقيق يخلو من الاستطرادات ويتسم بطول النفس وجمال النكته وخفة الروح.

كما كان أحمد بن سعيد من المشاركين فى حركة الإفتاء بالأندلس من خلال مجالسه العلمية والمناظرات التى كانت تدور فى قصره، حتى قال عنه ابن العماد «كان مفتياً لغوياً متبحراً فى علم اللسان».

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد