عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

 

 

المأزق الأكبر الذى يقع فيه كتاب الأطفال فى مصر والعالم العربى حينما يتعرضون للكتابة للأطفال من سن ١٤ إلى ١٨ هو القيود الموضوعة فى المجتمع بعنف والتناقض الصارخ الذى يعيشه المجتمع حيث مجموعة القيم والقوانين العرفية والأبوية والأمومية التى تحجر على الشباب الصغير أى خروج على المألوف أو معارضة، وتحجر على كل المشاعر الإنسانية الطبيعية أن تتنفس فى النور وعلى الملأ، فى ذات الوقت الذى يمارس ويشجع ويبارك زواج الفتيات القاصرات والأولاد الصغار بدون أوراق ثبوتية للتحايل على القوانين ويقذف الأهل بأولادهم وهم فى غاية السعادة والفرح إلى وضع غير قانونى وصعب، ويشتد ضراوة فى حالة أى خلاف يحدث بين الولد أو البنت، وتكون الكارثة أكبر لو لديهم أطفال صغار!! وحتى لو نجحوا واستمروا فى العيش المشترك فكيف سيتحمل أطفال كبار لم ينضجوا ولم ينالوا قسطاً وافياً من التعليم، مسئولية تربية وتعليم وتنشئة أطفال صغار؟.

إن هذه المرحلة العمرية التى تتسم بالتمرد على السلطة سواء أبوية أو حكومية والتى ينتقل فيها إلى مشاعر حب الجارة أو الإعجاب حتى بالمدرسة يجعلنا نتساءل وكيف سيستطيع كاتب الأطفال أن يقدم هذه المشاعر بصدق وإنسانية ومناسبة أيضاً للعصر؟

إن مجرد نظرة إلى مناهج العربى والقصص والقائد المقررة على أولادنا يعطينا الفكرة عما يريده المجتمع المنافق من كاتب الأطفال.

إن المجتمع الذى فصل شابة من الجامعه لأن خطيبها قبلها قبلة على الملأ، هل يسمح لكاتب الأطفال أن يصور طفلاً فى مرحلة الطفولة المبكرة يحلم بزميلته فى المدرسة أو فى الشارع وهو يقبلها؟ وهل يسمح بقصة تصور عذاب الطفل من تحكم وسخافات بعض الأجداد؟ أو يسمح بكتابات فيها نقد للأم أو الأب وتصرفاتهم مع أطفالهم؟ أو نقد المدرسة أو شيخ الجامع؟ إنها شبه مقدسات وإيقونات لا تمس.

فإذا كان سقف الحرية لكاتب الكبار يجعله ينحنى أو يلجأ للحيل الفنية والرمز فى كثير من الأحيان فإن كاتب الأطفال يكاد يلامس الأرض من شدة الانحناء. فكاتب الكبار فى مجتمعنا تراقبه المصنفات الفنية أو الأجهزة التى تعمل بشكل واضح ومقنن، ولكن كاتب الأطفال يراقبه المجتمع كله الأب والأم والإعلام والجامع والمدرسة.

والمطلوب من كاتب الأطفال فى مجتمعاتنا أن يقدم أدباً مبتسراً منزوع الدسم أقرب للوعظ والإرشاد يحض على المشاعر الصحيحة النبيلة، ولكن دون الدخول فى تجربة!!

والحقيقة أن هذه الأعمال لا تعتبر أدباً، بل هى فى كثير من الأحيان نشرات إرشادية سخيفة قد تأخذ جوائر وتقام لها الندوات وحفلات التوقيع ولكن لايقرؤها أطفالنا بل يسخروا منها ومنا.