رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

م ... الآخر

لا أعتقد أن التفرقة بين طبقات المجتمع يأتى حتى فى دور العبادة، ففى الوقت الذى نجد فيه دور العبادة ينفق عليها الملايين فى الأحياء السكنية التى يقطنها الأغنياء، نجد أن الأحياء السكنية الفقيرة تشهد إهمالاً كبيراً فى بناء المساجد، حتى أن الدولة تترك الأمر للأهالى  فى الأحياء الفقيرة والذين لا يكادون يغطون تكلفة معيشتهم بالكاد من أجل تحقيق أحلامهم فى بناء مسجد من أجل أداء الفرائض.

والسؤال المطروح على وزير الأوقاف، هل حقاً سياسة وزارة الأوقاف تقوم بذلك، وإذا كان لا، فلماذا لم تنفذ رغبة الأهالى بعزبة الشيخ مبارك – أبيوها، مركز أبوقرقاص، بمحافظة المنيا، بإنشاء مئذنة للمسجد الذى يعد من أقدم المساجد فى المركز، وربما فى المحافظة؟ وفقد تم بناء المسجد 1886 تقريباً، وتم بناؤه وقتها بدون مئذنة، وقدم الأهالى طلباً لإعادة بناء المسجد، لوزارة الأوقاف. تخيل يا وزير الأوقاف، هذا الطلب قدم ربما منذ أكثر من عشرين سنة، وأخيراً حققت الوزارة حلم الأهالى بإعادة بناء المسجد، ولكن المفاجأة مسجد بدون مئذنة. فهل يحقق وزير الأوقاف حلم الأهالى فى بناء مئذنة لهم، أم أن ما يقال عن اهتمام الوزارة بحى الأغنياء عن الفقراء كلام حقيقي؟

كنت أتخيل أن يحول الوزير هذا المسجد إلى مركز ثقافى تنويرى لأهالى القرية كلهم، لتنفيذ مطالب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بتجديد الخطاب الديني، ونشر الوسطية السمحة للإسلام، وتصحيح الصور الخاطئة عن الإسلام والمسلمين ونبذ ما علق بالإسلام السمح من إرهاب، وأفكار متطرفة. وأن يصبح المسجد متعدد الطوابق ويستفيد من مساحته بحيث يصبح هناك مكان للصلاة للسيدات، وأماكن لتحفيظ القرآن، وأخرى لإلقاء الدروس التى تنشر الوسطية والاعتدال خاصة أن المسجد يقع فى صعيد مصر، وما أحوج الصعيد لخطاب دينى يبعدهم عن التعصب والعنصرية، ويخرجهم من ظلمات الاعتقادات الخاطئة، والقبلية إلى نور وسماحة الإسلام. كنت أتخيل ذلك، ولكن يبدو أن ما يتخيله الإنسان بعيد عن أرض الواقع، وذلك لأن من يخطط وينفذ فى أجهزة الدولة أيضا بعيد عن أرض الواقع.

ولكن على الأقل يأمل أهالى شم النسيم بأبوقرقاص محافظة المنيا، من وزير الأوقاف أن يحقق حلمهم فى بناء مئذنة للمسجد الذى يجرى حاليا بناؤه فى القرية، وذلك حتى تكتمل فرحتهم بعد أن ظل الأهالى ينتظرون سنوات طويلة لكى تحقق وزارة الأوقاف حلمهم. الأمر كله متروك لوزارة الأوقاف، وجميع القائمين على الوزارة من الوزير إلى كل من له قرار فى أن يحقق حلم الأهالي.