رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

منذ عدة أيام, وبينما كنت أتجول فى أحد (الأسواق المركزية الكبيرة التى تبيع كافة الأشياء بطريقة الخدمة الذاتية) أو ما نطلق عليها بكل أريحية ونحن لا نشعر مثلاً بنوع من الغربة ولا غيره (هايبر ماركت) - عولمة بقى وكده!... ما علينا... ليس موضوعنا حالياً - وأعود معكم... حيث كان قد لفت نظرى "لحاف" معروض بسعر منافس منخفض للغاية, فاقتربت من العرض بشىء من «السعادة» والتربص على طريقة ست البيت المصرية, وبعد التقليب يمين وشمال وجدت أن خاماته متوسطة, ولكن ذوق اختيار الألوان مبهج جداً, كما أن التصميم راقٍ لحد كبير, والتقفيل ممتاز أو عشرة على عشرة - زى ما بنقول -... بصيت على الصناعة, ووجدت أنه «صنع بالصين», وحينها خطرت على بالى مقولة للرئيس الصينى كان نصها هو الآتى: (ليس المهم لون القط أبيض أم أسود.. مادامت القطة تصطاد الفأر فهى قطة جيدة)....مممممم...يبدو أنه محق!!!.

وطوال طريق عودتى للمنزل كنت أفكر فى (الصين) و(اقتصاد الصين), فهذه الدولة حتى قرابة العام 1978م كانت تصنف على أنها دولة فقيرة اقتصادياً، حيث كان دخل الفرد متدنياً جداً, وكذلك مجمل الناتج المحلى ومعدل النمو الاقتصادى للبلاد, حتى الاستثمار الأجنبى لم يكن له وجود يذكر فى الصين قبل هذا التاريخ، وكذلك إسهامها فى مجمل التجارة العالمية كان لا يتناسب أبداً مع حجمها الجغرافى ولا السكانى.

وبحكم دراستى الحالية للشأن الصينى, فقد وددت أن أنقل لكم بعضاً من تجربتها الرائدة, ولعل السؤال البديهى الذى قد يطرحه الكثير منا هنا هو:

من أين بدأت الصين؟ وكيف؟.

بدأت الصين من الصفر - زى مابنقول هنا بالضبظ... اه والله م الصفر- حيث بدأت بالمشروعات الصغيرة ومنتاهية الصغر, فسياسة الإصلاح بدأتها فى عام 1978 وذلك بدعم الأسر الفقيرة وخاصة بالمناطق الريفية, وقد بدأت معها بإنتاج الحرير, وأعتقد إن لم تخننى الذاكرة أن الإنتاج العالمى من الحرير الخام كان قدر بحوالى 100000 طن خلال عام 2000 م، والصين تعد أكبر دول منتجة حيث يصل إنتاجها إلى حوالى 75% من الإنتاج العالمي.

ولنترك الحرير وتجارته الآن, وتعالوا بنا ندقق بعض الشىء فى تعريف دولة الصين لـ (الإنتاج المنزلى ونشاط الأسر المنتجة) والذى عرفته على أنه: نوع من النشاط الاقصادى الذى يشترك فيه أفراد العائلة، تحت إشراف رب أو ربة الأسرة، ويوجه إلى السوق. ولعلى أرى أن هذا التعريف بتلك الكيفية مهم جداً بل وعبقرى فى التخديم على فكرة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر, حيث إنه ركز على طبيعة العمل باعتباره نشاطاً اقتصادياً، ولم يركز على طبيعة المنتجات.

وتساهم تلك النوعية من الصناعات أو ما يطلق عليها أحياناً الإنتاج المنزلى أو إنتاج الأسر المنتجة بدور كبير فى الاقتصاد الصينى، حيث تضيف كثيراً من الإنتاج فى القطاع غير الرسمى من الاقتصاد. وهى أيضاً من جهة أخرى تدور فى فلك المشروعات الكبيرة وتزودها بسلع وقطع إنتاجية وخدمات صغيرة، تكون مكلفة جداً بالنسبة لهذه المشروعات أو الصناعات الكبيرة، إن حاولت إنتاجها بمواقع الإنتاج أو المصانع، ولكنها ذات تكلفة أقل إن تم إنتاجها بالمنازل.

ولحديثنا بقية