رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

أثبت «سيرجى لافروف» وزير خارجية روسيا أنه الدبلوماسى المحنك الذى يمتلك ناصية الحديث فى قضايا المنطقة، فعكس حصافة الرؤية وحرفية السياسى المتمكن.

كان على حق عندما حذر مؤخراً من مغبة النظر إلى كل مشاكل الشرق الأوسط من زاوية الصراع مع إيران، وأن ذلك قد يورط المنطقة فى محن بالغة الخطورة، فقال: (إنه أمر خطير أن يتم تناول كافة المشاكل الإقليمية من منظار الصراع مع إيران وهو ما تفعله أمريكا وبعض حلفائها. وتتمثل خطورته فى كونه يصعد المواجهة وينذر بتفجير صراع داخلى فى العالم الإسلامى بين السنة والشيعة. وإذا حدث ذلك ستغرق القضية الفلسطينية وسط محن جديدة أكثر إيلاماً).

وشدد على أن مشاكل هذه المنطقة لا تحل عبر الإملاءات والإنذارات إنما تحل عبر الحوار.

لقد تبنى لافروف القضية السورية وتابع عن كثب كل المستجدات التى تمر بها.

ويحمد له موقفه الجرىء الحاسم فى أحد المؤتمرات الصحفية التى جمعت بينه وبين وزير خارجية إحدى الدول العربية، وعندما تم التطرق خلال المؤتمر إلى الملف السورى ومصير الرئيس بشار الأسد اندفع وزير الخارجية العربى ليتحدث بلغة صقورية غير معهودة فى الأعراف الدبلوماسية قائلا: (نؤمن بأن بشار الأسد قد انتهى، فإما أن يرحل عبر عملية سياسية من أجل حقن دماء السوريين، أو فى سياق عملية عسكرية لأن بلاده تعتبره جزءاً من المشكلة لا من الحل وتعتبره السبب فى ظهور داعش فى سوريا).

وفى معرض الرد على الأكاذيب التى يحاول هذا الوزير حتى اليوم تسويقها انبرى لافروف وزير خارجية روسيا للرد عليه وإفحامه عندما قال: (إن إسقاط الأسد عسكرياً سيؤدى إلى استيلاء تنظيم داعش الإرهابى على السلطة فى سوريا، حيث إن روسيا تعتبر هذا التنظيم خطراً يهدد سوريا ودولاً عربية ودول المنطقة).

ثم أردف قائلاً: (السوريون وحدهم هم الذين يجب أن يقرروا مصير الرئيس الأسد من خلال حوار شامل بمشاركة جميع الأطراف المعنية). وكأن لسان حال الوزير سيرجى لافروف يقول لهذا المسئول العربى: (علام تتدخلون فى شئون الآخرين بينما يتملككم الغضب فيما إذا حاول أحدهم التدخل فى شأن من شئونكم).

موقف الوزير لافروف الذى تجلى فى رده على الوزير العربى وإفحامه حيال سوريا استدعى للجميع السمة الأخلاقية التى اتسم بها الموقف الروسى ووقوفه بجانب الدولة السورية ودفاعه عنها، ليظهر التباين الكبير بين موقف الدب الروسى ومواقف الدول الأخرى التى تآمرت على نظام الرئيس بشار الأسد فى محاولة لإسقاطه عبر دعمها للإرهاب لوجستياً، بالإضافة إلى دعمه تمويلاً وتسليحاً وتدريباً وإيواء وتصدرتها الولايات المتحدة ودول غربية وتركيا ودول عربية للأسف.

لقد أثبت لافروف فى مواقفه أنه أحد حيتان السياسة الخارجية الدولية والإقليمية، والناطق باسم تجمع عالمى كبير والراسم لسياساته التى تتفق على مراعاة المصالح بعيداً عن إملاءات أمريكا التى كانت فى يوم من الأيام القوة الأحادية القطبية.