عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

لم يَكُن افتتاح «مسجد الفتاح» وكنيسة «الميلاد» بالعاصمة الجديدة مجرد حدث عادى، بل كان حدثًا استثنائيًا، أظهر للعالم صورة مصر الحقيقية. فافتتاح مسجد يوم عيد المسحيين له دلالة ومغزى، وفيه رسائل واضحة جلية للداخل والخارج. فالأمر أكبر من مسجد وكنيسة هما الأكبر فى الشرق، وتم بناؤهما فى 18 شهرًا، رغم حجمهما ومساحتهما الشاسعة. الحدث أظهر كيف يمكن أن نُحقِق المُستحيل لو توفرت الارادة. فعندما توفرت الارادة شققنا قناة جديدة فى عام واحد، رغم عدم احتياجنا المُلِح لها، لكنها كانت تدريبًا عمليًا على استخدام الارادة، وقد نجحنا بشهادة العالم رغم تشكيك المُشككين. وخلال 18 شهرًا أنشأنا أكبر مسجد وأكبر كنيسة، ورغم عدم حاجتنا اليهما، إلا أنَّهما دليلٌ على توافر الارادة التى تُحَقِق المُستحيل.

افتتاح المسجد والكنيسة بهذه الصورة، وفى ذلك اليوم، حدثٌ سجَّلهُ التاريخ بأحرُفٍ من نور، رغم تحفظات وانتقادات القِلَّة الشَارِدة غير الواعية. سجَّل التاريخ أنَّ بطريرك الكرازة المُرقسية وبابا الاسكندرية، ألقى كلمة فى افتتاح المسجد، قال فيها إنها مُناسبةٌ سعيدة جدًا أفرح فيها مع الأخوة المُسلمين. سجَّل التاريخ أنَّ الأمام الأكبر شيخ الأزهر وإمام المُسلمين وقف فى الكنيسة الجديدة عند افتتاحها، وأكد أنَّها ستقف شامخة إلى جوار المسجد الجديد، في صمودٍ، يتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن وبث الفتن الطائفية. وقال إنَّ الشرع إذا كان يُكلِّف المسلمين بحماية المساجد، فإنه وبالقدر ذاته يكلفهم بحماية الكنائس، والمسلمون يتقدمون في حماية الكنائس على إخوتهم المسيحيين، بحُكمٍ شرعى قائم على آية من القرآن الكريم نحفظها جميعًا، وإنْ كان معناها أحيانًا يخفى على كثير حتى من المتخصصين، هذه الآية هي التى تُكلِّف أو تأذن للمسلمين بالقتال من أجل الدفاع عن دور العبادة لليهود والمسلمين والمسيحيين معًا، وهي قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}. وحذَّر الإمام الأكبر من استدعاء فتاوى قيلت في زمن معين وظروف خاصة، للقول إنه لا يجوز في الإسلام بناء الكنائس، فهذا ليس من العِلم ولا الحق فى شيء، وهذا خطأُ شديد، واسألوا التاريخ يُنبِئكُم أنَّ كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين.

الرسالة وصلت، وترجمتَها وسائل الاعلام العالمية، عندما اهتمت بالحدث غير العادى، الذى أظهر مصر دولة مواطنة، وبرَّأ الاسلام مِنْ فتاوى الجُهلاء، وأفكار المُتطرفين، وأعمال الخوارج.. الرسالة قالت بوضوح للعالم: «هذه هى مصر»..

[email protected]