إشراقات
هناك أناس خلقهم الله.. ليكونوا مصدر البهجة لعباده.. بمجرد النطق باسمه.. كفيل برسم ابتسامة الفرح والرضا على الشفاه.. ومحمد صلاح واحد من هؤلاء البشر!!
فقد شاءت ارادة الله أن يرسل لنا هذا اللاعب.. من فريق بلا جمهور تقريباً..وهو نادى المقاولون العرب.. وربما لهذا السبب أصبح هذا اللاعب العبقرى..عابرا للأندية جميعها.. وسكن قلوب كل محبى كرة القدم مصر.. ومن بعدها فى العالم كله!
فلو كان «مو صلاح» ينتمى لأحد الناديين الكبيرين فى مصر - وأقصد بهما الأهلى والزمالك - لو كان هذا قد حدث.. فلربما خسر صلاح جزءا من شعبيته.. بفعل التعصب المقيت بين جماهير الناديين.. والذى يجعل كل جماهير ناد.. تعادى لاعبى الفريق المنافس.. وربما هتفوا ضده ورددوا السباب عليه.. مهما كانت أخلاق هذا اللاعب واحترامه.. وعدم استفزازه للجماهير المنافسة !!
لكن صلاح جاء من ناد غير جماهيري.. ولا ينافس على الدورى أو الكأس.. كما كان الفريق يفعل فى عصره الذهبى.. لذلك نال صلاح حب الجميع.. وأصبح اللاعب المفضل عند كل مشجع فى مصر.. أيا كان انتماؤه الكروى!!
كما أن هناك سببا آخر لعشق الجماهير له.. وهو أن الشاب الخلوق حقق نجاحه فى الخارج.. فى مسيرة احترافه الطويلة.. ومن هنا كان اعجابنا به مضاعفا وهذه ميزة أكرمه بها الله سبحانه وتعالى.. جعلت منه معشوق الجماهير الكروية فى مصر.. والعالم العربى والعالم كله.. حتى أنه أصبح أغنية على شفاه الجماهير.. رغم تعصبهم هناك ضد اللاعبين الأجانب!!
والآن لنا أن نسأل:
- هل استفادت مصر سياحياً من محمد صلاح.. وبزوغ نجمه فى العالم كله؟!
* يقينى.. أن الإجابة بلا!!
وليس هذا تقصيرا من اللاعب.. والذى لا يقصر أبدا.. فى تلبية نداء وطنه.. حتى لو كان ذلك على حساب مصلحته الشخصية!!
* إذا التقصير منا نحن كدولة.. مطلوب منها استغلال نجاح مو صلاح فى الترويج السياحى لمصر.. وكل مقاصدها ومزاراتها السياحية.. لأن ذلك أفضل مليون مرة من حملات الترويج الحالية.. والتى تحولت لمجرد فسحة وسبوبة.. لمجموعة من الموظفين فى الوزارة تخيلوا معى صورة صلاح.. ومن خلفه الأهرامات أو أبوالهول.. أو معبد الأقصر بأعمدته البديعة.. أو صورته على نيل أسوان بمراكبه الشراعية.. ومناظرها الفتانة.. كذلك مسقط رأسه.. والبلد الذى عاش فيه طفولته وصباه!!
كلها صور ومناظر.. يمكن أن تجعل عشاق مو صلاح.. يحلمون بزيارة بلده ومسقط رأسه مصر.