عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

فى حين يقول غالبية العلماء إن عمر كوكب الارض يبلغ 4,6 مليار سنة، فإن الكثيرين يختلفون بشدة حول توقيت ظهور الإنسان عليه، البعض يرى أن عمر الانسان على الارض يتراوح بين  6 آلاف و 90 ألف سنة طبقا لتفسيراتهم الخاصة للكتاب المقدس وما تبقى من الحضارات القديمة ونبوءات عرافى القرون الوسطى، وآخرون يرون أن عمر الانسان أكثر من ذلك بكثير، وأن جد الإنسان الأول عاش منذ 6 ملايين سنة ودليلهم على ذلك هو العثور على بقايا عظام لما يسمى « فصيلة الانسانيات» تعود إلى  6 ملايين سنة اكتشفها العلماء فى كينيا مؤخرا، وأن هذه الفصيلة هى التى تفرعنا منها نحن، وأن أولاد عمومتنا من نفس الفصيلة قد انقرضوا لأننا كنا أكثر ذكاء منهم رغم أنهم كانوا أقوى منا بكثير.

    الأدلة المادية الملموسة من حفريات وبقايا عظام متجمدة هى التى يعتمد عليها العلماء فى نظرياتهم، وهو عكس ما يقوم به من يطلقون على أنفسهم علماء الفلك والتنجيم، والذين يرى بعضهم أن هذا العام سيكون الأخير للأرض، لأننا على موعد مع حرب عالمية ثالثة لن تبقى ولن تذر كما قال كتاب أمريكى جديد للمؤلف ديفيد مونتين، ففى هذه  الحرب التى ستندلع فى أوروبا سيتم فيها استخدام الأسلحة النووية وستفنى كل البشر إلا أقلية قليلة، لن يبقوا طويلا، لأنه على حد زعمه سوف تتطور الأحداث حتى يفنى كوكب الارض نفسه!

 

    نفس المصير لكن مع اختلاف التوقيت حذر منه عالم الفيزياء الأمريكى الشهير ستيفن هوكينج والذى رحل عن عالمنا العام الماضى، حيث قال إن عمر الانسان على الأرض لن يتعدى الألف عام المقبلة، وإن حروبا عالمية مدمرة تهدد حياة الانسان على الأرض، مقترحا سرعة غزو الفضاء، وإقامة مستعمرات بشرية على كوكب المريخ لإنقاذ الجنس البشرى من الفناء المحتم، متوقعا أن يحدث ذلك الغزو بالفعل خلال مئة عام.

 

    إذا سارت الأمور على طبيعتها فإن حسابات العلماء الفيزيائية تؤكد أن عمر الارض سيستمر أكثر من 7 مليارات سنة أخرى، قبل أن تنفجر الشمس وتفقد مجرتنا ترابطها الذى يحفظ الحياة على كوكبنا، وهوما يعنى انه أمامنا سنوات طويلة مقبلة قبل نفكر فى ترك ليس الارض فقط ولكن ترك المجرة كلها والهجرة لمجرة أخرى.

 

    لا أحد يعرف ما الذى سوف يحدث بالضبط خلال السنوات أو القرون المقبلة على سطح الارض، لكن الحقيقة المؤكدة أننا نعيش فى كنف نظام عالمى فاسد، يهدر موارد الأرض الطبيعية، ويشعل فيه الكبار نيران حروب طاحنة يدفع ثمنها ملايين البشر الأبرياء، وتنتشر بينهم أمراض وأوبئة، ويعانى أغلبهم من الفقر والعوز، وهو ما يبين بوضوح أن تغيير هذا النظام وجعله أكثر عدالة ربما يكون هو الطريق الوحيد للحفاظ على الارض وعلى سكانها أيضا أطول فترة ممكنة.