عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى المناسبات الدينية، مثل الاحتفال بالمولد النبوى، وموالد الحسين، والسيدة زينب والسيد البدوي.. وغيرهم من أولياء الله الصالحين فى المحافظات والقرى والنجوع.. تقام ليال احتفالية كبيرة، تبدأ عادة بمسيرة اتباع الطرق الصوفية بأعلامها الخضراء.. وتنتهى بليلة كبيرة فيها كل شيء من فنون الإنشاد والمديح، وكذلك فرق الاستعراضات والسيرك، وكل أنواع المأكولات والحلويات!

وفى المناسبات الوطنية، مثل عيد الثورة، والجلاء.. كان يتم تنظيم استعراضاً تشارك فيه كل مؤسسات الدولة مثل الجيش والشرطة والمطافئ، وطلبة المدارس، وايضاً أصحاب المهن.. وعلى وقع الموسيقى العسكرية كنا نمشى فى طابور طويل يلف شوارع المدينة الرئيسية.. وكان يوماً احتفالياً وطنياً مبهجاً، ويوثق بصورة تلقائية، وعفوية، علاقة الناس بالوطن، ويرسخ مفهوم الوطنية والانتماء بصورة غير مباشرة!

وفى المملكة العربية السعودية يقام كل عام احتفال كبير تحت عنوان المهرجان الوطنى للتراث والثقافة، على مدى 33 سنة (منذ عام 1985)، والمعروف باسم الجنادرية، وهى روضة من ضواحى العاصمة الرياض.. وهو احتفالية وطنية وشعبية تقام سنويا بعناية ملوك المملكة، ويوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واهتماماً خاصاً، منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، لاهتمامه شخصياً بالتراث، وكان صاحب فكرة إقامة معارض «المملكة بين الماضى والحاضر والمستقبل»، واعتقد انطلق منها مهرجان الجنادرية، وعلى ما أتذكر أن أول معرض أقيم فى مصر، لما لها من مكانة خاصة لديه.. ولذلك حرص وزارة الحرس الوطنى الذى تشرف على المهرجان، وتنظمه خلال فصل الربيع، لمواكبة إجازة نصف العام الدراسى، لإعطاء الفرصة، للأسر وابنائهم على زيارة المهرجان، والذى يحتاج عادة أكثر من يوم لكثرة فعالياته!

وأهم شيئين يقوم بهما مهرجان الجنادرية.. هو الحفاظ على المهن والحرف الشعبية والتراثية من الاندثار، وتعريف الأجيال الجديدة بها، حيث يكون هناك تمثيل لكل منطقة من مناطق المملكة، وهى مناطق شديدة التنوع والاختلاف فى العادات والتقاليد وفى نوعية الأطعمة وشكل الملابس واللهجات.. فمثلا سكان المنطقة الغربية الذين فى الحجاز، وخاصة محافظة جدة، هم أقرب إلى المصريين الذين يعيشون مثلهم على الضفة الأخرى من البحر الأحمر.. وحوارى جدة وشكل مساكنها، ودكاكينها هى قريبة الشبه بمدن كثيرة فى مصر.. بينما سكان المنطقة الشرقية الذين على الخليج العربى، فلهم ثقافة وعادات وتقاليد مختلفة وقريبة الشبه بكل من يقطن على الخليج مثل البحرين وقطر والإمارات، وكذلك الذين فى المنطقة الجنوبية قرب اليمن فهم مختلفون فى الملابس والأطعمة والعادات، والتى تتداخل مع دول آسيا مثل الهند وغيرها.. ونفس الشىء مع سكان الشمال!

والشىء الآخر.. أن كل وزارات ومؤسسات الدولة، تقيم معرضاً كبيراً يضم أبرز وأهم الإنجازات التى حققتها هذه الوزارة او تلك المؤسسة سنوياً، مستخدمة فى ذلك كل الوسائل التكنولوجية المتطورة.. فيتعرف الأهالى والزوار من الداخل والخارج على التطور المستمر فى المملكة.. وكل ذلك يقرب سكان المناطق من بعضهم البعض، وكذلك يقربهم جميعا من الدولة.. واعتقد إننا فى مصر نحتاج إلى جنادرية من هذا النوع، لإحياء التراث الفرعونى والقبطى والاسلامى وتعريف الأجيال الحالية بعلوم وحرف ومهن أصحاب هذه الحضارات من أول بناء الهرم حتى صناعة الخبز..وكذلك تستعرض الوزرات انجازاتها.. التى لا يشعر بها أحد!