عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

يبدو أن العام الميلادى الجديد ٢٠١٩ عام خير عميم على مصر وشعبها. فها هى الأيام الأولى ان لم تكن الساعات الاولى من العام تشهد إنجازات كبرى تحققت على رؤوس الاشهاد. ففى يوم من ايّام الفخار الوطنى، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى يرافقه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بافتتاح واحد من اكبر المساجد الاسلامية فى العالم وهو مسجد الفتاح العليم الذى شيد بالتزامن مع كاتدرائية ميلاد المسيح التى تعد اكبر كنيسة تقام فى منطقة الشرق الأوسط. وقد تم بناء الصرحين الكبيرين فى العاصمة الإدارية الجديدة فى فترة زمنية قياسية، حيث كان الرئيس قد وعد ببنائهما فى مطلع عام ٢٠١٧، وأوفى بالوعد وافتتحهما ونحن نحتفل بعيد الميلاد الجديد لعام ٢٠١٩. وفِى كلمته عند افتتاح الصرحين الكبيرين اكد الرئيس السيسى ان شجرة المحبة التى تم غرسها بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح ستخرج من مصر حاملة المحبة والتسامح والمودة والتآخى لكل دول العالم.

وفِى كلمته خلال افتتاح الكاتدرائية اكد فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ان الاسلام ضامن لكنائس المسيحيين وان المسلمين مكلفون بحماية الكنائس. وقال إن هذا حدث استثنائى ربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ الاسلام والمسيحية، أى أن مسجدا وكنيسة بنيا فى وقت واحد وانتهيا فى وقت واحد بقصد تجسيد مشاعر الاخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين. وفِى افتتاح مسجد الفتاح العليم القى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كلمة قال فيها إن افتتاح المسجد والكاتدرائية يعد انجازا وتنفيذا للمستحيل. وأضاف قداسته اننا نهتم بالخبز كغذاء للأجساد، ولكن ايضا الأرواح تجد غذاءها فى هذه المؤسسات الروحية والدينية. ولا شك ان هذا الحدث الكبير كان لطمة شديدة لأعداء الوطن الذين يستهدفون تفكيك اواصر اللحمة الوطنية التى تربط ما بين المسلمين والمسيحيين فى مصر بالقيام بشتى انواع الاعمال الرخيصة التى لا يكلون من القيام بها رغم كل ما يمنون به من هزائم وفشل.

وكان عدد من ابناء مصر الأوفياء قد احبطوا محاولة لتفجير بيتين من بيوت الله. فقد بادر مؤذن مسجد ضياء الحق فى عزبة الهجانة بضواحى القاهرة، إلى إبلاغ قوة تأمين كنيسة ابى سيفين القريبة من المسجد بوجود عبوات ناسفة اعلى المسجد لاستهداف الأقباط المحتفلين بعيد الميلاد. وقد تمكنت بذلك قوات الأمن من ابطال مفعول القنابل وتجنب مذبحة اخرى من مذابح أهل الشر التى تستهدف امن الوطن وامان ابنائه. إلا ان احدى العبوات الناسفة انفجرت للأسف اثناء تفكيكها مما اسفر عن استشهاد الرائد مصطفى عبيد احد خبراء المفرقعات فى جهاز الشرطة.

وهكذا تحبط مصر المؤامرات الدنيئة التى تهدف إلى غرس بذور الفتنة والتناحر بين ابناء الوطن. ساعة بوقوف مواطنيها المسلمين سندا وعونا لاخوتهم الأقباط مضحين بالنفس والنفيس كى ينعم اخوتهم فى الوطن بالسلام والأمان. وساعة اخرى بوقوف الاخوة المسيحيين صامدين ومتحملين فى صبر أى أذى يلحق بهم من الفئة الضالة، متفهمين ان هذه الفئة لا تعبر بأفكارها الشاذة والمنحرفة الا عن نفسها، وان مصيرها إلى زوال، كما تحبط مصر هذه المؤامرات بما تنجزه من مشروعات حضارية عملاقة، تبنى وتعمر وتصنع غدًا أفضل لكل ابنائها، هكذا كانت منذ القدم، وسوف تظل هكذا إلى الأبد.