عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مبادرة سيادة الرئيس التى تتضمن توفير حياة كريمة للأسر الأشد فقرا، خاصة فى أقصى صعيد مصر، على اعتبار أن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى، الذى تحمل تكاليف الإصلاح الاقتصادى، وما تبع ذلك من غلاء الهب ظهر الجميع.

إن شعبنا سبق وأن تحمل الكثير والكثير وقت الحروب التى لم تنته فى الماضى القريب، كما تحمل الكثير أيضا لإعادة بناء قواتنا المسلحة، خاصة بعد مذبحة 1967 التى هلك فيها كل عتادنا الحربى وأصبح جيشنا عاريا تماما من السلاح. وأتذكر أن رئيس البلاد -فى ذلك الوقت -طالب شعبنا بشد الحزام لأكثر من مرة حتى التصقت جدران البطون ببعضها، فالشعب المصرى تحمل كل ذلك، كما تحمل تكاليف إعادة بناء الجيش بكل قوة وجسارة.

شعبنا يا سيادة الرئيس دائما وأبدا نجده فى المحن، وفى الأوقات الصعبة صامدا وراء قادته وإلى جانب مصرنا العزيزة يدافع عنها حتى بقوت يومه وعشاء غده. شعبنا وان كان قليل العلم محدود الثقافة، إلا أنه وطنى بالفطرة، متمسك بأرضه مدافع عن وطنه، فقد علمته الأيام الكفاح ضد المستعمرون الذين تناوبوا غزو مصر طوال مئات السنين الماضية، وهو يدافع ببسالة وقوة عن وطنه وارضه.

الذى كان ينقص شعبنا طوال هذه السنين هو العلم والثقافة، فضلا عن ان أحد من حكامنا السابقين لم يفكر أبدا أن يطالبه بالعمل الجاد والإنتاج الجيد، فكان حكامنا فى السنوات القليلة الماضية كل همهم ترضية الشعب مهما كلفهم ذلك من الأعباء المالية التى تتحملها الدولة، وبالطبع لم يكن ذلك حبا من الحاكم فى الشعب بقدر ما كان أملا فى البقاء متربعا على مقعد الحكم، وهكذا ظللنا طوال السنين الماضية ننهار اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

ونتيجة تلك السياسات الخاطئة، تعود شعبنا على ان يأخذ ولا يعطى، ومن هنا تفشت بين صفوف الشعب السلبية واللامبالاة والإهمال والتكاسل، فضلا عن انتشار الفساد بين طوائف العاملين وغير العاملين بالدولة طمعا فى الربح الحرام وارضاء لرغباتهم وشهواتهم، ومع الأسف الشديد -تغاضت الحكومات السابقة عن كل هذه الامراض التى ابتلى بها شعبنا فسكتوا عن الإهمال والفساد، وظلوا فى عطائهم دون محاسبة املا فى رضوخ الشعب وبقاء الحاكم فى الحكم.

كل ما أتمنى من القائمين على تنفيذ مبادرة سيادة الرئيس، هو ان يطالبوا الشعب بالعمل والإنتاج، يجب ان تكون العطايا التى ستقدم لهم من اجل مساعدتهم على العمل والإنتاج، أما كبار السن والمرضى فهؤلاء يستحقون المساعدة بلا أدنى مطالبة بعمل او بجهد، فكل قادر على العمل لابد أن يتحمل مسئولية نفسه، وتقتصر مهم الدولة على إيجاد أى عمل شريف يعيش منه أو تقدم له ما يمكنه على ان يعمل.

خلاصة القول، أتمنى من المسئولين وأولى الأمر أن يكون العطاء لغير القادرين عن العمل فقط، لأن القادر عليه أن يعمل ويجتهد حتى يفيد نفسه ويفيد وطنه فى ذات الوقت. وعلى ذلك فان التعليم من أهم العوامل التى تساعد شعبنا على العمل والإنتاج، فالحياة كفاح ولابد أن نتعود ان نعطى قبل أن نأخذ، وإنما أن نظل نأخذ بلا عطاء فهذا مآله الفشل والضياع. علينا جميعا أن نعمل ونزيد من إنتاجنا، حتى نبدأ فى مسيرة التقدم والرخاء وتعود مصر أم الدنيا مرة أخرى.

وتحيا مصر.