رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

 

 

 

بنو إسرائيل يمضون فى طريقهم المرسوم للسيطرة، ليس على المنطقة العربية وحدها.. ولكن على العالم بأسره.. شرقه وغربه.. شماله وجنوبه.. هذه حقيقة تؤكدها الأحداث كل يوم.. بل كل ساعة!!!

فى الأسبوع الماضى، أرسل لى صديقى الدكتور إبراهيم تاج الدين، أحد قيادات الوفد وأكثرهم اهتماماً برصد المؤامرات الصهيونية ضد العرب والمسلمين، مقطعاً لأحد البرامج الأمريكية بثته قناة «آر ـ تى» الأمريكية التى تبث برامجها من واشنطن.. فى البداية بدا المذيع الأمريكى «ريك شانشيز» مصدوماً، وهو يكشف عن جريمة ارتكبتها الإدارة الأمريكية فى حق الدستور والشعب الأمريكى.. أما السبب فهو خدمة إسرائيل!!!

يقول «شانشيز»: يجب أن أعترف لكم أننى مصدوم.. فقد صدر قانون فى أمريكا ضد الدستور الأمريكى.. قانون يجبر الأمريكيين على القسم بالولاء لإسرائيل.. هذا القانون تم تطبيقه فى «26» ولاية.. وهناك «13» ولاية أخرى قيد انتظار تشريع القانون.. وهناك «11» ولاية أخرى فقط هى التى يمكنك فيها انتقاد إسرائيل أو مقاطعتها اقتصادياً إذا ما أردت!!

ويقول «شانشيز»: القانون الصدمة يعاقب أى مواطن أمريكى إذا ما تجرأ، وقام بفعل يتعارض مع المصالح الاقتصادية لإسرائيل.. وإذا ما أردت أن تعيش فى الولايات التى يطبق فيها هذا القانون فلا بد أن تكون داعماً لسياسات إسرائيل.. هذا يحدث فى أمريكا، رغم أنه لا يوجد قانون فى الدستور الأمريكى يجبر أى مواطن أمريكى على دعم أمريكا نفسها.. فمسموح لنا أن ننتقد بلدنا، وغير مسموح لنا بأن ننتقد إسرائيل!!!!

وروى المذيع الأمريكى قصة معلمة أمريكية فى ولاية تكساس، مُنعت من العمل فى مدرسة تابعة للحكومة؛ لأنها رفضت التوقيع على عقد عمل يتضمن تعهداً بعدم مقاطعة إسرائيل، أو اتخاذ إجراءات قد تضر إسرائيل اقتصادياً!!!

يا للهول.. إلى هذا الحد تفعل أمريكا من أجل حماية هذا الكيان الصهيونى الذى ينتهك حقوق الفلسطينيين كل يوم.. يقتل الأطفال.. ويعتقل الآلاف.. ويهدم القرى فوق رؤوس سكانها.. ويستولى على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويهين شيوخها.. ورهبانها تحت سمع وبصر العالم كله.. ما هذا؟!!

والمدهش، أن إسرائيل لم تعد تستجدى أحداً.. بل إن دول العالم هى التى تستجدى إسرائيل.. أما الدول العربية فهى تتسابق الآن لتقديم خدمات «خمس نجوم» للكيان الصهيونى من أجل الحفاظ على كراسيهم وعروشهم ومصالحهم!!!

ويبدو بلا شك، أن هذا هو العلو الثانى لبنى إسرائيلى، الذى ورد فى القرآن الكريم.. وهذا ما نؤمن به.. لكن لا بد أن نؤمن بأن إسرائيل لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بفعل ضعفنا وتخاذلنا.. نحن لا نستأسد إلا على أبناء قومنا.. ولا نوجه السلاح إلا إلى صدورنا.. نحن أعطينا إسرائيل الفرصة لإذلالنا وإهانتنا؛ لأن كرامتنا هانت علينا.. نحن نكره بعضنا أكثر مما نكره إسرائيل.. وبعضنا يفضل الهرولة إلى تل أبيب على التعامل مع إخوته العرب.

انظروا إلى الساحة العربية من الخليج إلى المحيط، ستجدون البغضاء والأحقاد والضغائن والمؤامرات والدسائس.. كل منا يتربص بالآخر ويكيد له ويتمنى له الدمار والزوال.. فى هذه الأرض البور التى لا تنبت إلا خبثاً، ترعرعت إسرائيل واستفحلت وتضخمت وعلت علواً كبيراً، وصارت قوة يخشاها الجميع ويرجو منها الرضا والأمن والسلام!!

والله عيب علينا