رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

توجهت منذ عدة أسابيع إلى اللواء حسين لبيب رئيس مدينة البدرشين لعرض بعض المشكلات التى تخص مركز البدرشين والتى تأتينى فى صورة شكاوى لنشرها فى صفحة «متاعب الناس»، ورأيت أن أعرضها على سيادته وديا وبعيدا عن النشر والعرض والرد. وكان استقبال الرجل غاية فى الرقى والاحترام وأجلسنى مع سكرتير المدينة ورئيس وحدة دهشور المحلية وكانت لفتة ذكية من سيادته، وهى مواجهة المشكلات بالمسئول وجهاً لوجه. وكانت المشكلة المهمة التى تؤرقنا جميعا هى مشكلة الصرف الصحى الذى توقف فى ثلاث قرى هى: الشوبك الغربى وأبورجوان ومزغونة، بعد إنفاق ما يقرب من ٣٠٠ مليون جنيه وأبلغته عن قيام سيارات كسح محملة بمياه الصرف الصحى تقوم بإلقاء المخلفات فى ترعة الجيزاوية والسقارية والمريوطية وتلوث البيئة وتنشر الأمراض، فرد علىّ الرجل بهدوء قائلا: مانت عارف يافندم دى مسئولية الصرف الصحى وموازنة الدولة والموضوع ده بعيد عننا كمجلس مدينة، فقلت له: والسيارات المخالفة المحملة بمياه الصرف ماذا نفعل معها؟ فقال لى: ده شغل بيئة مش بتاعنا. فأيقنت أن هذه المشكلة خرجت من اختصاص سيادته، فتطرقت لمشكلة طريق مصر أسيوط الزراعى والمطبات العشوائية الموجودة به وهبوط الطريق وصعوبة السير به على الأقدام، فقال لى سكرتير المدينة: هذا ليست لنا ولاية عليه ويتبع الهيئة العامة للطرق (وإحنا خاطبناهم وماعملوش حاجة) فطلبت منه أن يقوم بمساعدة طرق البدرشين بملء الفجوات التى أحدثتها سيارات النقل الثقيل بالسن أو الأسفلت فقالوا جميعا: ماينفعش هايحرروا محاضر، وبعد أن شعرت باليأس عرضت عليه أنا وأهل قريتى مزغونة أن نملأ هذه الفراغات بالأسمنت والرمال والزلط على نفقتنا خصوصا فى منطقة عبور المشاة خصوصا تلاميذ المدارس الذين يتساقطون أمام السيارات ونريد فقط دعم رئيس الوحدة المحلية بدهشور أثناء العمل حتى لا نتعرض للمسئولية، فقال لى رئيس الوحدة: ماينفعش أكون موجود.. الهيئة هتحرر لى محضر.. فأشار سكرتير المدينة برأى يحمل مروءة مع لامركزية قائلا: "اعملوها أنتم واحنا هانعمل نفسنا مش هنا وأنا ماقلتش حاجة"، وانفرجت أسارير الجميع وأنا معهم بسبب هذا الحل العبقرى وعندما قلت لهم الطريق محتاج يتحول كم ساعة كده لحد ما الخرسانة تجف فقال أحد الجلوس عليك وعلى المرور ده مش تبعنا، وحفظا لماء وجهى وعرقى الذى تصبب فى شتاء ديسمبر طلبت منهم مطلباً أخيراً.. يا جماعة التكاتك تغلق مدخل كوبرى مزغونة ومابنعرفش نمشى سواء على الأقدام أو بالسيارات وبجانبها التروسيكلات غير المرخصة فقال الجميع فى صوت واحد: عليك وعلى الداخلية إحنا مالناش دعوه بالتكاتك وحضرتك شايف المدينة عاملة إزاى فبادلتهم بضحكة كبيرة ردا على ابتسامتهم وخرجت وقفايا يقمر عيش وأنا باكلم نفسى وبأقول لهم: الله يكون فى العون كفاية عليكم شوية القمامة اللى بترفعوها من الشوارع والعربيات بترجعهم تانى بعد الهوا ما يطيرهم.. ويجعله عامر.