هموم مصرية
وأقصد به ذلك الابن العاق الذي ضرب أمه وعذبها.. حتى الموت.. ذلك الابن الذى ارتكب جريمته الشنعاء المقيم فى شبرا الخيمة.. والذى اعترف بالتعدى على أمه بالضرب.. ترى ما هو جزاء هذا الابن؟!
ألم يسمع يوماً هذ النص القرآنى الكريم «ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً».. وإذا كان سبحانه وتعالى أمرنا بألا نقول لهما «مجرد القول» حتى لفظ الأف، فما بالنا بمن يرفع يده ليضرب أمه.. ولا يتركها حتى تموت.. بين يديه.
ألم يتذكر يوماً كيف كانت تطعمه ـ من جوع ـ وربما كانت تحرم نفسها من هذه اللقمة.. أو تحتضن جسده رضيعاً وصغيراً لتمنحه الدفء والحنان؟ ألم يتذكر يوماً كانت تسهر فيه بجواره عندما يدهمه المرض.. فتحرم نفسها الراحة ليستريح هو؟. حقاً كم هو جاحد هذا العاق.
مهما كانت أعذاره.. وربما بسبب تعطله يعانى.. ويعانى.. ولكن بأى عين كان يرى عينى أمه وهو ينهال عليها ضرباً ولطماً.. حتى ولو كان واقعاً تحت أى مخدر، إن كان من المتعاطين.
< ولا="" أدرى="" لماذا="" لم="" تنشر="" الصحف="" اسم="" هذا="" العاق="" ليكون="" عبرة="" لغيره..="" إن="" كان="" هناك="" مثله="" من="" تمتد="" يده="" بينما="" الإسلام="" يرفض="" حتى="" مجرد="" قول="" لفظ="" جارح="" يخرج ="" من="" لسانه..="" كيف="" طاوعته="" يده="" وهى="" تهوى="" على="" جسدها="" بل="" كيف="" التقت="" عيناه="" بعينيها..="" ربما="" كانت="" تدعوه="" إلى="" رحمتها="" أو="" تطلب="" منه="" السماح..="" وهى="" ترجو="" أن="" يسامحها="" الله="" حتى="" إن="" قست="">
< ألم="" ير="" يوماً="" قطة="" صغيرة="" تجوع="" لتؤكل="" صغارها="" أولاً..="" ألم="" يشاهد="" عصفوراً="" رقيقاً="" يطير="" مسافات="" بعيدة="" ليعود="" حاملاً="" ما="" استطاع ="" ان="" يحصل="" عليه="" من="" طعام="" ليقدمه="" الى="" صغاره..="" ألم="" يشاهد="" يوماً="" ولو="" فى="" التليفزيون="" تمساحاً="" يلتقط="" صغاره="" فى="" فمه="" ليبعدها="" عن="" خطر="" أحست="" به..="" أو="" لم="" يشاهد="" بقرة="" أو="" جاموسة="" برية="" تندفع="" لتنقذ="" صغيرها="" من="" أنياب="" فهد="">
ولكن ماذا أقول وقد صار هذا العاق حيواناً.. ألم يعرف أن الحيوانات أكثر إنسانية منه؟.. حقاً من منهم هو الحيوان ومن هو الإنسان؟!
< ترى="" ماذا="" جرى="" للمجتمع="" المصرى..="" وهل="" هذا="" أيضاً="" من="" نتاج="" الثورات..="" التى="" أخرجت="" أسوأ="" ما="" فينا..="" وماذا="" يقول="" علماء="" الاجتماع="" فى="" ذلك="" ان="" عاطل="" حى="" شبرا="" الخيمة="" يجب="" ان="" يكون="" عقابه="" هو="" الضرب="" حتى="" الموت،="" ولكنى="" واثق="" هنا="" أن="" أمه="" ـ="" تلك="" التى="" قتلها="" ضرباً="" سوف="" تطلب="" يومها="" وترجو="" العفو="" عنه..="" وذلك="" هو="" شعور..="" بل="" سلوك="" أى ="">
ولكن هل يدرك هذا العاطل العاق حجم الجريمة التى ارتكبها؟ أقول ذلك وأنا واثق انها كانت تطلب له الهداية بينما يده تهوى عليها.
ألا شلت يداك.. لتعجز حتى عن أن ترفع شربة ماء إلى جوفك الذى سيصلى من نار جهنم.