اسمحوا لي
ستظل مرحلة الطفولة المبكرة ( طفل ما قبل المدرسة )من أهم المراحل التى يتشكل فيها وعى الطفل وانتماؤه ووجدانه وهويته وهى منقسمة الى قسمين:
الاول منذ ولادة الطفل حتى عمر ٣ سنوات.
والثاني من ٣سنوات حتى ٧ سنوات .
وقد أقيمت فى لبنان ندوة الموارد العربية والتى أنجزت من تقرير هام جدا قدمته لمكتبة العربية عن طفل ما قبل المدرسة يقول التقرير:
[ ان السنوات الثلاث الأولى من الحياة تشهد تشكيل ٧٠٠ وصلة جديدة فى الدماغ كل ثانية اى أن السنوات الأولى من الحياة تشكل الاساس لجميع القدرات والسلوكيات التى ستظهر فى المستقبل والتى لا يمكن تعويضها فى مرحلة لاحقة. فالخبرة فى هذه المرحلة المبكرة تساعد على تكوين حلقات الدماغ النامي. وحين يتعامل مع البالغين، سواء كان يلبى احتياجاتة ام لا، فإنه يمر فى عملية”الخدمة والمقابل “ وهى اساسية لتشبيك الدماغ وتنمية القدرات المعرفية والعاطفية والاجتماعية المترابطة ] وكذلك تقول كل كتب علم النفس التى تهتم بعالم الطفل بأهمية هذه المرحلة
هذا مع اعتبار استمرارية الرعاية الأولية والتحفيز المبكر .
إن المعطيات الثقافية والفنية التى يتعاطاها الطفل من مجتمعه والبيئة التى يعيش فيها هامة جدا لتكوين الذائقة الفنية والثقافية عند الطفل فبجانب كتاب الطفل تلعب الاغانى التى تغنيها الام للطفل فى أيامه الاولى دورا هاما جدا والموسيقى والالعاب التى تمارسها الام او إخوته اللبنة الاولى فى تكوين الانسان حينما يكبر ويصبح يافعا ويستطيع أن يتعاطى ويستقبل القيم الثقافية والفنية بالشكل الصحيح ، وهى ايضا تعزز فيه الهوية الوطنية .
ومع اهمية هذه المرحلة فى حياة الاطفال فللاسف الشديد فإن الانتاج الادبى والفنى والمعرفى فى كافة انحاء العالم العربى شحيح او ضعيف المحتوى بل وتسود الترجمات بشكل كبير فى اغلب ما يقدم لاطفالنا الصغار فيتعاطون مع بيئات وبلدان مختلفة عن البيئة المحلية ولا يعكس واقعنا فى اى الوسائل الثقافية والفنية وأهمها الكتاب بالطبع والتى يجب أن يقدم للطفل فى اسلوب قصصى بسيط فيتعرف على العائلة و الشارع الذى يعيش فيه الاكلات المصرية والتى تعزز الهوية والازياء الوطنية والحيوانات التى تعيش معنا..
اى البيئة التى يعيش فيها الطفل .
ولكن للأسف اغلب ما يقرؤه اطفالنا الصغار أو يشاهدونه فى هذه المرحلة العمرية بعيد جدا عن واقعهم فكيف يفهم الطفل المصرى المكرونة بصلصة التفاح او فطيرة السبانخ أو كيف يشعر بهطول الجليد أو يعرف ما هو السنجاب ، اننا نقدم له فى الكتب والمواد الالكترونية او فى الافلام الكرتون مجتمعًا لا يعيشه بل يسبب له ارتباكًا وزعزعة فى المفاهيم والهوية ، فهل نأمل فى الاهتمام بهذه المرحلة العمرية الهامة جدا …. هل هذا صعب ؟