رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعم، تبقى للأعياد بهجتها، وبخاصة الأعياد الدينية بطقوسها وما تحمل من معان ورسائل من شأنها رفع العقول والقلوب إلى الخالق لنكتشف إرادته فينا لنعمل بها طائعين طامعين فى رضاه، ونكتشف مدى عمل الخالق العظيم فينا، عندما نُفسح له الفرص ليصل صوته ورسائله إلينا، وبشكل خاص عندما تشملنا المطامع الزائفة لنرهف السمع إلى ضمائرنا الحية على ما يقول الكتاب المقدس مخاطبًا النفس: «هائنذا أتملقها وآتى بها إلى البرية وأخاطب قلبها».

ولاشك أن حدث «ميلاد السيد المسيح بالجسد هو من أعياد المسيحية الكبرى، وقد انتظرته البشرية طويلاً جدًا: إن النجم هو الذى هدى المجوس, فأوصلهم إلى المسيح ليسجدوا له، ويقدموا له فعل عبادة، فيما أقربهم إليه لم يهتموا بحدث ولادته، لا بل إن «هيرودس» الملك خاف منه على عرشه، فتربص به شرًا، عندما دعا المجوس سرًا، وتحقق منهم زمن ظهور النجم. وكان فى نيته أن يفتك بالوليد الجديد خوفًا منه على عرشه الزائل. ولكن الله الذى علم ما فى القلوب ويكتشف المخفيات، عرف ما كان يضمره «هيرودس»، فأوعز فى الحلم إلى المجوس لكيلا يرجعوا إليه. وكان «هيرودس» قد طلب إليهم العودة إليه، ليذهب بدوره لتأدية واجب العبادة للمولود الجديد، على أن ما قال لهم بالطبع كان خدعة، لقد رأى المجوس نجمه فى الشرق، فأتوا ليسجدوا له. هذا النجم الذى هدى المجوس إلى المسيح «طفل المزود»، ورافقهم من مقرهم البعيد، وهداهم إلى الطريق الموصل إلى بيت لحم، لا يزال يهدى الناس إلى المسيح. ولكنهم قلائل الذين ينتبهون إلى هذا النجم الهادى.

ولا ريب، أن هذا النجم هو الضمير الذى يهدى الناس فى سبيل الخير والصلاح. وقد وصفه المجمع المسكونى الفاتيكانى الثانى بقوله: «أن الله كمخلص يريد أن يقود كل الناس إلى الخلاص، وأيضا أولئك الذين، دون خطأ منهم يجهلون إنجيل المسيح وكنيسته، إنما يفتشون عن الله بنية صادقة، ويجتهدون فى أن يكملوا بأعمالهم إراداته التى تعرف لديهم، من خلال أوامر ضميرهم، هم أيضا يبلغون الخلاص الأبدى».

عن قصة الميلاد وحياة السيد المسيح يقول قداسة البابا شنودة الثالث «إن ميلاد المسيح كان حدثًا تاريخيًا مهمًا‏,‏ قسم التاريخ إلى قسمين أساسيين‏:‏ ما قبل الميلاد‏,‏ وما بعد الميلاد‏.. ‏وفى احتفالنا بميلاد المسيح له المجد‏.‏ وفيما نذكر ما احتواه ميلاده وحياته من أعاجيب,‏ لابد التركيز على حقيقة مهمة جاء بها الكتاب المقدس، وهى أنه كان دائمًا يجول يصنع خيرًا‏ (أع ‏10:38)‏ وكان مصدر رجاء وخلاص للمجتمع الذى عاش فيه,‏ كما كان مصدر بركة لكل من يلاقيه‏,‏ وللعالم أجمع‏.‏ ويضيف البابا لقد ولد المسيح فى عصر مُظلم‏,‏ انتشرت فيه الوثنية,‏ كما انتشرت الفلسفة المنحرفة‏,‏ والفساد الخلقى,‏ والديكتاتورية الحاكمة.‏ عصر خصومه مع الله‏,‏ انقطع فيه الوحى,‏ وامتنع ظهور الملائكة.‏ ولم يعد الله يرسل فيه أنبياء لهداية الناس‏.‏ حتى قادة الدين فى اليهودية فى ذلك الزمن ضلوا عن الطريق السليم‏,‏ وفسروا كتاب الله حسب أهوائهم‏,‏ وكان على رأسهم الكتبة والفريسيون والصدوقيون‏,‏ والشيوخ ورؤساء الكهنة,‏ أولئك الذين تحقق فيهم قول الرب لإسرائيل مرشدوك مٌضلون ‏(إش‏ 12 : 3).‏

حقًا‏,‏ إن فساد العصر‏,‏ لا يمنع أن روح الرب يعمل‏,‏ فوجود الأرض الخربة الخاوية المغمورة بالماء والمغطاة بالظلمة,‏ ما كان يمنع أن روح الله يرف على وجه المياه‏ (تك 2 : 1)‏

كان السيد المسيح يحمل أوجاع الشعب كله‏.‏ وهو نفسه قال تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال‏,‏ وأنا أريحكم‏ (مت ‏11:28).‏ كان يُعصب مفكرى القلوب‏,‏ وينادى للمسبيين بالعتق‏,‏ وللمأسورين بالإطلاق‏,‏ ويعزى كل النائحين‏ (إش ‏61:2,1).‏

وبالمناسبة، غمرتنى سعادة غامرة بعودة ملامح الحياة الطبيعية وسماع أخبار مفرحة من الشقيقة العراق والشقيقة سوريا، فقد مارست الناس فرحة استقبال العام الجديد وشهدت المتاجر والأسواق عودة تجارة وتصدير لوازم تلك الأعياد.. كل عام وشعوب العالم ومصرنا بخير وسلام وفى محبة.

[email protected]