رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 ليس المهم هو أين كانت ستنفجر قنبلة عزبة الهجانة.. فى كنيسة العذراء وأبوسيفين أو فى مسجد ضياء الحق المواجه لها؟.. فكلاهما قد نجي بحمد الله من كارثة.. ومَن كانت تستهدف من المصلين.. المسيحيين أو المسلمين؟.. فكلها دماء أبرياء كانت ستسال.. وأرواح طاهرة كانت ستزهق.. بغير حق بينما كان أصحابها يرنمون أو يبتهلون بذكر الله الواحد الأحد.. رب المسلمين والمسيحيين واليهود.. وليس المهم هو كيف تم اكتشاف القنبلة قبل تفجيرها.. أو كيف انفجرت أو مَن الذى يقف خلف تفجيرها ؟.. وهو معلوم للجميع.. لكن المهم من وجهة نظرنا هو: ماذا أرادوا بهذا التفجير الذى لم يتم ؟.. وما هى رسالته ؟.. وكيف سيكون رد الفعل الرسمى على هذه الرسالة؟.

•• بعد الحادث

ظهرت روايتان مختلفتان حول كيفية اكتشاف القنبلة.. أو بالأصح الـ 6 قنابل التى انفجرت إحداها حسب رواية الشهود.. الرواية الأولى تقول إن مؤذن المسجد «سعد عسكر» شوهد وهو يجرى خلف 3 شباب ويصرخ: «امسكوهم».. ويطالب مرتادى الكنيسة بإخلائها لأن هناك قنبلة.. ولم توضح هذه الرواية أين كانت القنبلة؟ ولا كيف عرف بها المؤذن؟.. وأين ذهب هؤلاء الثلاثة الذين كان يطاردهم؟.. ويفهم منها ضمنا أن القنبلة كانت فى الكنيسة.

أما الرواية الثانية فتقول إن «عسكر» اكتشف القنبلة.. أو القنابل.. فوق سطح المبنى الذى يعلو المسجد ويخصص أحد طوابقه كحضانة.. والطابق أعلاه سكن للطلبة المغتربين بجامعة الأزهر.. فقام بإبلاغ الأمن الذى أحضر خبراء المفرقعات وانفجرت فيهم القنبلة وقتلت الشهيد الضابط مصطفى عبيد رحمة الله عليه.. وهذه الرواية «الناقصة» أيضا لم توضح ما الذى جعل المؤذن يصعد فوق السطح ليكتشف القنبلة؟.. ولا كيف تم وضعها؟.. ويفهم منها ضمنا أيضا أن التفجير كان يستهدف المسجد وليس الكنيسة..!!

•• هاتان الروايتان

زادتا الموقف غموضا.. إلى أن جاءت شهادة المؤذن عسكر ورجل آخر من سكان المنطقة اسمه الحاج جودة شعبان.. لتكمل قصة ما حدث.. وأجمعا على أن بعض الطلبة الذين يقطنون سكن المغتربين فوق المسجد أبلغوهما بأنهم أثناء نزولهم للصلاة شاهدوا شخصا غريبا يصعد حاملا شنطة سوداء.. وبعد عودتهم شاهدوا نفس الشخص ينزل مهرولا والشنطة ليست معه.. فاشتبهوا به.. فقام الرجلان بإبلاغ الأمن الذى صعد وعثر على ستة قنابل معدة للتفجير.. موضوعة بجوار سور سطح المبنى (الذى يوجد المسجد أسفله) فى مواجهة الكنيسة.. أى أن المخطط له كان هو تفجير القنابل فوق المسجد.. وربما يكون قد تم ضبط توقيتها ليتزامن مع خروج المصلين من قداس الميلاد فى الكنيسة.. لتتساقط حوائط المبنى فوقهم وهم يحاولون الفرار مذعورين من صدمة الانفجار.. أو لربما كان مخططا أن يتم تنفيذ عمل إرهابى آخر ضد هؤلاء المصلين استخداما لحالة الذعر التى كان سيسببها الانفجار.. وهذا احتمال ربما تكشفه أو تنفيه التحقيقات.

•• ما يهمنا هنا

هو كما طرحنا سلفا مغزى طريقة تنفيذ هذا العمل الإرهابى الفاشل.. ليبدو وأنه تفجير للمسجد فتلصق التهمة بغير المسلمين.. أو تفجير من داخل المسجد استهدف المصلين فى الكنيسة.. فتلصق التهمة بالمسلمين.. وتشتعل الفتنة فى كلتا الحالتين.. وهذا هو أحد أهداف مخططى الجريمة.

والمهم أيضا هو مغزى التوقيت.. ليتم العمل الإرهابى فى ليلة عيد الميلاد المجيد التى اعتاد المجرمون إفساد فرحتها بأعمالهم الإرهابية.. وليكون رسالة تحدٍ ليس لأجهزة الأمن فقط ولكن للدولة كلها.. بعد أن أعلنت استنفار كل قواتها وإمكانياتها من أجل تأمين الاحتفالات.. وبعد أيام قليلة من صدور رئيس الجمهورية بتشكيل اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية.. تلك التى اعتبرها الجميع تحركا جادا ومهما من أجل وضع نهاية للأزمات الطائفية التى طالت واستفحلت منذ العام 1970.. وفشلت معها كل الجهود المبذولة لاحتوائها ومنع تكرارها.. وخاصة فى بعض قرى الصعيد والاحياء الشعبية بالقاهرة ذات الكثافة المسيحية العالية.

•• فى رأينا

أن حادث عزبة الهجانة هذا جاء ليضع هذه اللجنة الوليدة فى أول اختبار حقيقى لها.. رغم علمنا التام بأنه لم تتضح بعد معالم الآليات التى ستحكم عمل هذه اللجنة.. ولا ما ستعمل على وضعه من خطط واستراتيجيات لمواجهة الأحداث الطائفية.. لكن ما ننتظره هو أن يكون التعامل ورد الفعل الآن مختلفا.. بقدر ما يمثله هذا الحادث من تحدٍ سافر للدولة.