رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

نستكمل الحديث اليوم عن الفيلسوف العربى «ابن القيم» الذى يعد أحد الذين غيروا التاريخ على الأرض.

شرع ابن القيم فى طلب العلم فى سن مبكرة وعلى وجه التحديد فى السابعة من عمره كما يذكر المؤرخون.سمع من عدد كبير من الشيوخ منهم والده «أبو بكر بن أيوب» فأخذ عنه الفرائض، وأخذ عن «ابن عبد الدائم»، وعن «أحمد بن عبد الحليم بن تيمية» أخذ التفسير والحديث والفقه والفرائض والأصلين (أصول الدين وأصول الفقه) وعلم الكلام، وقد لازم ابن تيمية منذ قدومه إلى مدينة دمشق سنة 712هـ/1313م حتى توفى، وعلى هذا تكون مدة ملازمته ودراسته على ابن تيمية سبعة عشر عامًا تقريبًا. وذكر صلاح الدين الصفدى جملة من الكتب التى قرأها ابن القيم على ابن تيمية فقال: «قرأ عليه قطعة من المحرر لجده المجد» وقرأ عليه من المحصول ومن كتاب الأحكام للسيف الآمدى، وقرأ عليه قطعة من الأربعين والمحصل وقرأ عليه كثيرًا من تصانيفه».

يذكر المترجمون لابن القيم إمامته لـ«المدرسة الجوزية»، فيقول ابن كثير عنه: «هو إمام الجوزية وابن قيمها». ويفيد ابن كثير أيضًا فى سرده لوقائع سنة 736هـ خطابة ابن القيم فى أحد جوامع دمشق فيقول: «وفى سلخ رجب أقيمت الجمعة بالجامع الذى أنشأه نجم الدين ابن خليخان تجاه باب كيسان من القبلة وخطب فيه الشيخ الإمام العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية». ويذكر ابن بدران أن ابن القيم أول من خطب به.

لا تذكر كتب التراجم تاريخ تولّى ابن القيم التدريسَ بالتحديد، إلا أن تلميذه ابن رجب ذكر أن تولّيه التدريسَ كان منذ حياة شيخه ابن تيمية فيقول: «وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه إلى أن مات، فانتفعوا به وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه كابن عبد الهادى وغيره».

يذكر عدد من المؤرخين ومنهم تلامذته ابن كثير، وابن رجب والذهبى أن ابن القيم درس «بالمدرسة الصدرية»، ويفيد ابن كثير عن تاريخ تدريسه بها فى حوادث سنة 743هـ فيقول: «وفى يوم الخميس درس بالصدرية صاحبنا الإمام العلامة محمد بن أبى بكر بن أيوب الزرعى إمام الجوزية». ويفيد الحافظ السخاوى أن ابن القيم انتفع به الأئمة ودرس بأماكن، ولكنه لم يفصل.

لازم ابن القيم شيخه ابن تيمية حتى وفاته.. كان لابن تيمية تأثير كبير على ابن القيم، وله أثر واضح فى ثقافته وتكوين مذهبه، واعتنى المؤرخون بالوقت الذى التقيا به، فحددوه فى سنة 712هـ/1313م، وهى السنة التى رجع فيها ابن تيمية من مصر إلى دمشق، فلازم ابن القيم مجلسه من ذاك العام حتى وفاته، فأخذ عنه علمًا جمًا واتسع مذهبه ونصره، وهذب كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عامًا تقريبًا. يقول ابن حجر العسقلانى فى ذلك: «وهو الذى هذب كتبه أى كتب «ابن تيمية» ونشر علمه، وكان ينتصر له فى أغلب أقواله.» ويقول ابن كثير فى حديثه عن ابن القيم: «ولد فى سنة إحدى وتسعين وستمائة وسمع الحديث واشتغل بالعلم، وبرع فى علوم متعددة، لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين، ولما عاد الشيخ تقى الدين ابن تيمية من الديار المصرية فى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علمًا جمًا، مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريدًا فى بابه فى فنون كثيرة».

.. وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد