عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

ونحن نخطو إلى عام جديد لنا وقفة مع الإعلام الذى ارتكب خطايا فى حق العقل الجمعى، حيث يعتقد كثيرون أن الديمقراطية وحرية التعبير مرتبطتان بعدم التوجيه أو منع التدخل فى السياسات التحريرية للوسيط الإعلامى من قبل المستويات الأعلى من المستويات التنفيذية، سواء بالتعديل أو الإضافة أو حتى الملاحظات التى تفرضها ديناميات العمل اليومى، فى مجال «الميديا» عموماً! وهذا من وجهة نظرى اعتقاد جانبه الصواب كيف ذلك؟

يعنى هذا أن تسير وسائل الإعلام بلا توجيه، وهذا المنحى هو الفوضى بعينها، وكم عانت بعض الدول العربية ومازالت تعانى، من الفوضى والانفلات الإعلامى فى ظل «انعدام التوجيه»، خاصة تلك الدول التى شهدت ما يسمى «ثورات الربيع العربى»، فى الفترات الأولى التى أعقبت اندلاعها، قبل نحو ثماني سنوات وقد أثرت حالة الفوضى على مسار الرسالة الإعلامية، ما أدى إلى خلل فى تشكيل اتجاهات الرأى العام وجاء المردود سلبياً غير متسق مع مصلحة المجتمع، ولو عدنا إلى هذه فترة التى أشرنا إليها، نلاحظ ظاهرة فى منتهى الخطورة وهى أن الدوائر التى تهوى الاصطياد فى «الماء العكر»، قد استغلت الوضع وعملت على برمجة الإعلام، فى اتجاه يحقق هدفين:

الأول- إفساد العلاقة مع المتلقى، من خلال فقدان ثقة جمهور المتلقين فى وسائط إعلامهم الوطنى والإحجام عن متابعتها ما يتسبب فى انخفاض نسب المشاهدة.

الثانى– إبعاد الإعلام خاصة الرسمى، عن دوره التنموى، بعدم التركيز على قضايا المجتمع، والانصراف إلى قضايا أخرى غايتها تسطيح العقل الجمعى.

ونستدل ببعض النماذج من الواقع، وتحديداً الإعلام الفضائى المتأثر بالربيع العربى، منذ نهاية سنة 2010 مثلا على مستوى الأخبار ترتكز أولويات اختيار القصة الإخبارية على المثير أكثر من المهم وتسود التناقضات محتوى الخطاب الإعلامى من نص وتغطية وتحليل، نظراً لانحرافه عن المسار الصحيح الملتزم بالقيم التحريرية، وبالتالى عندما تتراجع الموضوعية الخبرية المتناغمة مع أهداف السياسة التحريرية للوسيلة الاعلامية- إن وجدت طبعاً–، يفشل الإعلام فى أداء وظيفته التنويرية وهو المطلوب الوصول إليه!

وعلى مستوى إنتاج الأعمال الدرامية، يقع المنتجون فى خطأ اختيار موضوعات خارجة على السياق الأخلاقى والقيمى للمجتمع ويجرى إقحام لغة الحوار بمفردات غير مناسبة إلى حد هدم المثل وتجاهل القدوة، والحث على التمسك بالسفيه من القول وعليه يصبح وجدان الأمة وضميره الأخلاقى فى خطر وهو المستهد وعلى مستوى البرامج الحوارية وما يعرف «بالتوك شو»، يعتمد القائمون عليها على مواقع التواصل الاجتماعى فى إعداد موضوعاتهم فى الأغلب إلا فيما ندر، رغم أنه يجب أن يحدث العكس، وتأخذ هذه المواقع عن الإعلام موضوعاتها وتأتى موضوعات البرامج مبتعدة عن عمليات بناء الإنسان وأصول تربية النشء واستعادة القيم الغائبة والتصدى للمشكلات المجتمعية وينجذب البعض نحو ما يسمى بالأخبار الكاذبة أو fake news أو المرتبطة بالتعريض بالآخرين وهو أمر قد يعرض القائم به للوقوع تحت طائلة القانون وفى الأسبوع القادم نتابع الحديث!