رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

صدر مؤخراً للكاتب الصحفى والنائب البرلمانى مصطفى بكرى كتاب «الدولة والفوضى» فى جزءين، الأول يتحدث فيه عن المرحلة الانتقالية والثانى زمن الإخوان، والحقيقة كما يقول زميلنا مصطفى بكرى إن مصر بعد أحداث ثورة 25 يناير، عاشت فترة تاريخية صعبة عمت فيها الفوضى وتبدلت فيها المفاهيم، وتعرض خلالها الرأى العام إلى عمليات إنهاك متعددة بعد أن تحولت الميديا الناعمة إلى متوحشة تستهدف ضرب القناعات وانهيار القيم وقطع صلة الحاضر بالماضى وصولاً إلى إحداث الانهيار الكبير وإسقاط الدولة.

ويقول مصطفى بكرى فى الجزء الأول: إنه تابع هذه الأحداث عن قرب ورصد التفاصيل بحيدة وموضوعية ليقدمها للقارئ، لتكون شاهداً على واحدة من أخطر فترات التاريخ المصرى المعاصر، وقد تناول «بكرى» بالرصد والتحليل الفترة من يناير 2011 حتى وصول الإخوان إلى السلطة فى 30 يونية 2012.

ويقول «بكرى» لم يكن وصول الإخوان إلى السلطة مجرد صدفة بل كان نتاج مخطط كبير شارك فيه العديد من القوى الإقليمية والدولية، بهدف تمزيق الخرائط وتفتيت المجتمعات وفصل العروبة عن الإسلام ثم فصل الإسلام عن الإسلام، وفصل الإسلام عن ماضيه ومستقبله وتكريس العداء مع الديانات والعقائد الأخرى.

وشهدت الفترة التى حكم فيها الإخوان لمدة عام، تطورات مهمة وخطيرة ازدادت فيها حدة الصراع المجتمعى ومحاولة أخونة الدولة وتغيير هويتها الوطنية وضرب مؤسساتها الواحدة تلو الأخرى.

والحقيقة أن مصطفى بكرى رصد بدقة الأحداث التى شهدتها البلاد خلال حكم الإخوان وما رافقها من تطورات أدت إلى انحياز المؤسسة العسكرية إلى ثورة المصريين فى 30 يونية عام 2013، لإنقاذ البلاد من خطر الحرب الأهلية التى كانت البلاد على أبوابها فى هذا التوقيت.

بعد قراءتى كتاب «الدولة والفوضى» أشعرنى مصطفى بكرى أنه كان يرصد بدقة هذه الفترة من تاريخ مصر، وكم المعاناة الشديدة التى تعرض لها المصريون منذ ثورة 25 يناير حتى اندلاع ثورة 30 يونية.

لقد كان «بكرى» أميناً جداً فى العرض ليقدم شهادة حية على الوقائع ومخططات وقوع مصر فى الفوضى والاضطراب، والدور البطولى الذى أداه الشعب المصرى، وانتصار القوات المسلحة لإرادة المصريين فى عزل الإخوان، ومدى الفطنة والوعى السياسى، الذى كشفت عنه هذه الفترة للمصريين، وكعادتهم لا تهدأ لهم قناة أو تلين حتى يحققوا مآربهم المشروعة.

تحية للكاتب مصطفى بكرى، على رصده هذه الوقائع والأحداث، وتحية للهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيسها الدكتور أحمد عواض على نشر كتاب «الدولة والفوضى».