رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

الموسيقى صاخبة، واللحن نشاز يخترق السمع دونما استئذان..

الطفلة التى لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، فى مواجهة لعبتها المفضلة على جهاز «تابلت».. 60 دقيقة مرت دون أن ترفع الصغيرة عينيها، فالأجواء التى أمامها على الشاشة مثيرة وجذابة!.

لو سألت طفلاً عن لعبته المفضلة، سيفاجئك بما يدهشك من برامج وتطبيقات لألعاب إلكترونية هنا وهناك!.

باختصار.. عالم افتراضى يشكل أسلوب حياة أطفالنا فى فضاء مفتوح، ويصنع قصصهم اليومية التى تختبئ بداخلهم دون أن نشعر أو نعلم!.

قصصٌ من معارك افتراضية وحروب وهمية وشخوص إلكترونية فى ألعاب الفيديو وغيرها تُشكِّل وعى الأطفال وترسم نظرتهم إلى الحياة، بل تحدد لهم مسار طريقهم – دون أن نعلم - فى عالم مفتوح ومتشابك!.

تؤكد الدراسات أن الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو لأكثر من ساعة يوميا قد يعانون من مشكلات سلوكية، والأطفال الذين يقضون أكثر من 3 ساعات يومياً فى مواجهة الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو هم أقل سعادة من أقرانهم الذين لا يمارسونها على الإطلاق، والأكثر من ذلك فإنهم يفتقدون بناء علاقات اجتماعية مع أقرانهم.

إذا كانت غاية سياسات التعليم فى عصر التكنولوجيا وثورتها، هى امتلاك الأجيال الناشئة لمهاراتها، فإن الثروة الحقيقية التى قد يمتلكها أى نظام تعليمى تكمن فى مدى قدرة صناع حكايته على استثمار طاقاتهم الإنسانية التى يملكها أطفالنا، والتى لا يمكن للتكنولوجيا القيام بها!.

لا تملك الآلة القيم والأخلاقيات التى يملكها الإنسان، لذا فإن غاية التعليم الكبرى هى غرس تلك القيم الإيجابية فى نفوس الأطفال، وإعدادهم للتفاعل مع مستقبل غير منظور، وعدم تركهم أسرى لفضاء مفتوح يمتلك فى جعبته الكثير لاجتذابهم والتأثير فيهم!.

غاية التعليم نشر القيم الإنسانية كأسلوب حياة لأطفالنا، لتكون سلاحهم بينما يقودون تكنولوجيا المستقبل التى لم تخترع بعد، وليصنعوا من عالمهم مكاناً أفضل للتعايش!.

باختصار.. نشر القيم الإنسانية فى منظومات التربية والتعليم هى الضمانة لجعل «حقوق المستقبل محفوظة»!.

نبدأ من الأول

[email protected]