رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

عرفت ياسر رزق للمرة الأولى عن قرب خلال اجتماع حاشد بنقابة الصحفيين. كان ذلك إثر ثورة يناير مباشرة وبعد عودتى من رحلة غربة طالت بعض الشيء. كان الاجتماع صاخبا وأصوات الصحفيين تتعالى فيه بشكل هو أقرب إلى الفوضى. تغيرت الصورة إلى حد كبير حين تحدث بصفته عضو مجلس نقابة، حيث ساد صمت كبير وبدا لى أنه نجح بقدر كبير فى احتواء أصوات الغاضبين، وإقناع المخالفين بوجهة نظر مغايرة. وقتها شعرت أن هذا الشاب المغمور – بالنسبة لى - نحيل الجسم قد يكون له مستقبل بالغ النجاح.

تصورت أن حكمى صحيح حينما بزغ نجم رزق بتوليه رئاسة تحرير الأخبار ثم تنازع المؤسسات المختلفة عليه وهو ما أعقبه توليه رئاسة مجلة الإذاعة والتليفزيون، ثم المصرى اليوم ثم رئاسة مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم. كانت مفاجأتى حينما احتككت مع أخبار اليوم فى بعض المعاملات لفترة ولمست فيها تقدير العاملين فيها لإنسانيته وحبهم له، وهو الأمر الذى تيقن لى من شهادات بعض أصدقائى الكتاب والصحفيين من زملاء دفعته.وكانت محنة مرضه – شفاه الله وعافاه - كاشفة فى مدى الحب والتقدير الذى يتمتع به بين الناس.

يوما بعد يوم يتقدم ياسر رزق حاصدا ثمار نجاحه وكاريزميته، وهو ما يبدو فيما يكتبه والذى يحتل مساحة اهتمام كبيرة من قطاعات كبيرة من القراء وغير القراء! حتى أنه يبدو لى أن الاستثمار فى رزق – وهو أمر مشروع حيث تعتبر أمريكا مثلا قبلة الناجحين ليس بالهجرة إليها فقط وإنما باستقطابهم وإغرائهم بالهجرة إليها – مشروع ناجح بكل المقاييس. فهو إلى جانب صفاته سابقة الذكر ذو قلم متميز ورشيق وصاحب ما يمكن وصفه بالأسلوب السهل الممتنع فى الكتابة.

ولعل ذلك انعكس فى تأثير الحوار الطويل الذى أجراه رزق ونشره على حلقات ثلاث مع الرئيس السيسى قبل ترشحه للرئاسة وحمل جوانب بالغة الدلالة على ما جرى فيما بعد. وفى تقديرى أن رزق كان النافذة الصحيحة التى أطلت منها قيادة الدولة على المواطنين، بغض النظر عن أزمة التسريب التى عكرت صفو الموقف آنذاك.

يأبى رزق رغم أوجاعه ومرضه إلا أن يبقى فى قلب العاصفة، بل الأصح القول إنه هو الذى يثير العاصفة، وقد بدا ذلك واضحا فى إطلالته على القارئ بمقاله الأخير الذى نشره فى الأخبار

الأحد الماضى تحت عنوان «عام الإصلاح السياسى الذى تأخر»..وفيه عرض رؤيته لما يراه ضرورات هذا الإصلاح وآلياته وعلى رأسها تعديل الدستور وبالتحديد بنود محددة فيه.

بصراحة شعرت أننى أقرأ «بصراحة»مع فوارق عديدة، ورغم الاختلاف مع رزق فيما قاله وذهب إليه فى طرحه وفى تفصيلات ما ذهب إليه بل فى مبدأ ما ذهب إليه، لأسباب عديدة يصعب هنا التفصيل فيها، إلا أن الشهادة أن الرجل بدا مقنعا وأن ما قام على كتابته ليس كاتبا متميزا فقط بل «لجنة من الحكماء»، ولعله من هنا يمكن القول إنه بحق يمثل واجهة مشرفة لمن يمثله. ليس ذلك المهم وإنما المهم هو حجم التفاعل مع ما كتبه حيث امتلأ الفضاء العام والإلكترونى بنقاشات مختلفة حول دلالات مضمون المقال. من ناحيتى حرصت على مشاركة المقال على صفحتى على الفيس مع الإشارة إلى أنه يمثل فى تقديرى ما اعتبرته «تدشينا إعلاميا لفتح قضية تعديل الدستور».

وبمنظور المقارنة تخيل لو أن أحدا غيره كتب ما كتب، أتصور أن حجم تأثيره لن يكون على ما بدا عليه، مع ملاحظة أننى أكتب ما أكتب بعد يومين فقط من كتابة ما نشره رزق. وقد كان من بوادر التفاعل مع ما كتبه ما نشره الزميل والصديق وجدى زين الدين رئيس التحرير أمس ذاهبا إلى أن المطلوب قد يكون كتابة دستور جديد، وليس تعديل القائم فقط.

أختلف ما شئت مع رزق، ولكنى أتصور أنك لا يمكن أن تنكر أنه يحق له أن يفتخر بأنه الوحيد من بين كتيبة «الإعلاميين الشرفاء» الذى ما زال القارئ يتقبله ويتفاعل بالإيجاب مع إطلالته عليه بالكتابة، وليس كما يفعل الجمهور مع الآخرين بتمنى أن يختفوا من الساحة سواء كانت شاشة أم جريدة!!

[email protected]