رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

المؤكد أن بعضنا أو أغلبنا له أصدقاء يرتدون ثوب الشخص المهم، ويدعون دائما معرفتهم ببواطن الأمور، وأنهم على صلة ببعض الشخصيات القريبة من صناعة القرار، والمنطقي أن ينتهز هؤلاء فرصة الحديث عن بعض الموضوعات الخاصة بالشأن العام، ويتحدثون بصيغة عبده المهم، أو بلسان المسئول فى الدولة، ويخبرك ببعض المعلومات تحت بند السرى، فقد سربت لتوها إليه من بعض المقربين.

أعرف من هذه الشخصيات عددًا لا بأس به، وكثيرا ما أسمع منهم بعض الحكايات تحت بنت السرية والمسربة، يؤكدون أنها وصلتهم على التو من أحد المقربين من النظام أو من دائرة اتخاذ القرار، وللأمانة كنت فى البداية أستمع وأناقش كأنها بالفعل كما يقولون مسربة وصحيحة.

أغلب الحكايات المختومة بسرى وهام تتناول قرارات استبعاد أو تغيير أو نقل أو تعيين شخصيات فى الحكومة، الإعلام، الصحف، الهيئات، والأجهزة، وتروى عقب مشكلة أو أزمة أو ابداء ملاحظة أو غيرها، يقسم صاحب سرى وهام إنه حصل على المعلومة من «بق» الأسد، من شخصيات مقربة، مقربة، مقربة، وجدا، ممن؟، من النظام؟، ممن فى النظام؟، يصعد بك السلم ربما إلى نهايته، وعندما تسأله: كيف وصلتك؟، وعن طريق من؟، وهل من يجلسون على قمة السلم محاطون ببعض من لا يمتلكون القدرة على كتمان الأسرار أو القرارات قبل صدورها، لا تتلقى ردا مقنعا، فقط يقول لك: لأنه حبيبى.

زمان كنت أسمع وأناقش، كما سبق وذكرت، كأنها بالفعل مسربة لتوها من أحد المقربين، وكنت اجلس وأترقب الإعلان، رفع غطاء السرية، وللأسف كان الانتظار يطول، أرجع لصاحب السرى والهام:

ــ يعنى مصدرش القرار 

يقسم إنه كان سيصدر، ولكن فى آخر لحظة تم تعديل القرار، ويسوق لك مبررات للتعديل، ويؤكد أنها من نفس المصادر المقربة، والمدهش أننى كنت، قبل سنوات، أصدق وأتبنى السرى والهام، ومبررات تعديل أو تعطيل السرى والهام.

المضحك أن أغلب ما كنت أسمعه من هؤلاء الأصدقاء تحت بند سرى وهام، اكتشفت بعد لحظات أنه ليس سريا ولا هاما إلى هذه الدرجة، معظم من أعرفهم يعلمون بالواقعة، وبعضهم يرويها لى تحت السرى والهام، وينسب لنفسه حصوله عليها من مصدر مقرب، مقرب، مقرب، وجدا، وبعد دقائق أكتشف أن الوقعة الموصومة بالسرى والهام متداولة بين العامة والخاصة، البقال، والمكوجى، والبواب، وفى المواصلات.

المؤسف أن هذه الظاهرة التى كانت تتداول بين النخب، وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت ظاهرة نتابعها يوميا، يكتب البعض بوست، يحمل السرى والهام، وبعد ان تدور دورتها، يتم تكذيبه أو تعديله.

السؤال: من هو هذا المصدر؟ ولماذا يسرب؟ ولماذا تحمل حكاياته دائما سرى وهام؟ ولماذا نكتشف بعد ساعات أنها ليست سرية ولا هامة ولا أساس لها؟ السؤال الأهم: لماذا يدعى البعض أنه على صلة بمقربين من النظام؟ لماذا يدعون معرفتهم بالهام والسرى؟ ما الذى يعود عليه؟ وما الذى يضيفه إلى شخصه؟ الله أعلم.

[email protected]