رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

ما إن تم نفى سعد زغلول ورفيقيه عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى إلى مالطا يوم 8 مارس 1919 حتى اندلعت الثورة صباح يوم 9 مارس 1919... من أسوان حتى مرسى مطروح فى ساعة وحدة دون أى تمهيد أو قيادة أو تنظيم.. ولأول مرة يتعانق الهلال والصليب.. ولأول مرة تخرج السيدات والبنات مع الشباب والرجال لذا سموها «الوحدة الوطنية».. ولأول مرة كل المتظاهرين يقومون بفعل واحد من أسوان إلى مرسى مطروح.. كل المتظاهرين قاموا بنزع قضبان السكة الحديد لأنها كانت علامة على أن المظاهرة والثورة ضد الإنجليز لأنهم أول من اخترعوا القطارات وكانت مصر ثانى دولة فى العالم تعرف «حاجة اسمها قطارات السكة الحديد».

كانت ثورة 19 أول وآخر ثورة قام بها شعب بكامل فئاته بتلقائية فى وقت واحد.. حتى سعد زغلول نفسه ما إن هبط من الباخرة التى أرجعته من مالطا إلى ميناء الإسكندرية حتى سأل بعض رجاله: حصل إيه؟؟.. فيه إيه فى البلد؟؟.. عاوزين إيه؟!.. قال من حوله: عاوزينك إنت.. ما إن ذهبت إلى مالطا حتى جن جنون كل المصريين بلا استثناء كل المصريين عاوزينك.. هذه بداية «الوفد المصرى» الذى فرَّعت منه كل أحزاب مصر.. حزب السعديين برئاسة أحمد ماهر والنقراشى أقرب اثنين لسعد زغلول، وكان أحمد ماهر يتوقع أن يكون خليفة سعد ولكنه اختار مصطفى النحاس وكان يؤيد هذا الاتجاه صفية زغلول زوجته.. وحزب مصر الفتاة برئاسة أحمد حسين، والحزبان كانا يؤمنان بالجهاد المسلح وقتل كل الإنجليز فى مصر.. ولكن الحزب الوطنى برئاسة مصطفى كامل ومحمد فريد فكانت سياسة الجهاد بالسلام جريدة  الحزب ومقالات نارية باللغات الأجنبية فى صحف إنجلترا نفسها وصحف أوروبا الكبيرة.. أما حسين هيكل باشا المثقف السياسى الكبير الصحفى صاحب جريدة «الدستور» رئيس مجلس الشيوخ فيما بعد فقد شكل حزب الدستوريون الذى يؤمن بعدم تضييع الوقت فى مفاوضات فاشلة مع عدو قوى واعتبار أن مصر دولة مستقلة وتصدر دستوراً لها وغير ذلك من مظاهر دولة مستقلة.

<>

أحزاب قليلة.. ولكنها تضم صفوة البلد وكل حزب له فلسفته وطريقته لتحقيق حلم مصر الذى وُلد ثورة 19 وهو الاستقلال وجلاء الجيش الإنجليزى.

<>

لقد سعدت بما كتبه الأستاذ الكبير وجدى زين الدين يوم الخميس الماضى.. يقول إن الوفديين مشغولون الآن بالإعداد للاحتفال بمئوية ثورة 1919 وبمئوية الوفد.. ولديهم إصرار على القيام باحتفال يليق بحزب الوفد العريق وتاريخه.. وهناك اتصالات واسعة لاشتراك رؤساء دول ورؤساء أحزاب عالمية وجميع الوفديين مدعوون للمشاركة بلا استثناء.

<>

وهناك أمور يجب البت فيها من الآن.. هل الاحتفال يوم 8 مارس القادم.. يوم اعتقال سعد زغلول ورفيقيه أم يوم 9 مارس الذى انفجرت فيه الثورة من بعد صلاة الفجر فى ساحة الأزهر؟؟

تحديد اليوم بدرى - وليكن من الآن - موضوع يهم رؤساء الدول والوزارات وكبار القوم الذين جدول أوقاتهم تحدد من بدرى.

ثم أيضاً مع تحديد اليوم.. مطلوب تحديد المكان وإن كنت أقترح ميدان التحرير كله.. وأيضاً التفكير من الآن فى برنامج الاحتفال وأسماء الخطباء وشاشة ضخمة لعرض ما يمكن الحصول عليه من صور.

تأكدوا أن ثلاثة أشهر مدة قصيرة جداً للإعداد كما نطمع ونريد.. بل هى أقل من ثلاثة أشهر..

<>

وأهم نقطة فى هذه المئوية..

أهم نقطة أن يتم إعلان مبادئ «الوفد الجديد».. فى 18 مارس 1919 سعد زغلول مع الشعب أعلنوا مبدأهم.. أعلنوها صريحة «الجلاء أو الموت الزؤام» حاول سعد زغلول ثم فاجأته المنية.. وخدع مصطفى النحاس أكبر سياسيين العالم الإنجليز وأخذ منهم الاستقلال.. ثم طلب الجلاء فرفضوا فكان الجهاد المسلح مع إلغاء المعاهدة.. وأكملت الثورة المشوار.. الآن.. لابد لنا من إعلان مبادئ «الوفد الجديد».. الاشتراكية فى أعلى صورها بعيداً عن الشيوعية.. مشروع قرش بعد تطويره، معونة الشتاء، القرض الحسن، التعليم المجانى «الماء والهواء».. تأميم الطب.. فى وزارة الوفد «1950» كان وزير الصحة قريب «زينب الوكيل» اسمه محمد الوكيل كان كل تعليمه فى الخارج وبدأ فى تأميم الطب فمات فجأة فى مكتبه فى عز شبابه وكانت هناك أيامها علامات استفهام كثيرة فى سبب الوفاة..

المساحة غير كافية.. المهم إعلان مبادئ «الوفد الجديد» يوم مئوية «الوفد القديم».. المائة حزب بلا مبادئ سوى حزب واحد أو حزبان!!!