عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

قبل يومين ودّعنا عاماً لم نأسف كثيراً على وداعه، واستقبلنا عاماً بترحاب شديد غير عارفين بمدى استحقاقه هذا القدر من الترحاب. ولكن هذا ما درج عليه العباد، على الأقل فى هذه الحقبة من الزمان التى صار بمقدور البشر الاطلاع على ما يجرى فى بلاد الله خلق الله، مهما بعدت بِنَا المسافات، فى نفس اللحظة التى تقع فيها الأحداث. وأصبح تتبع احتفالات الدول المختلفة باستقبال العام الجديد أحد الطقوس التى يحرص عليها الناس، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم. وتبدأ هذه الاحتفالات من أقصى مشارق الكرة الأرضيّة فى دول الأوقيانوس وأستراليا، مروراً بجزر إندونيسيا والفلبين واليابان، ثم عبوراً بالأراضى الصينية وشبه القارة الهندية ومنها إلى شرقنا الأوسط، حيث باتت هناك وقفة أساسية فى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل الانتقال غرباً إلى أوروبا ثم التوجه عبر الأطلسى إلى الولايات المتحدة. وخلال هذه الرحلة الطويلة التى تسابق فيها عدسات العالم حركة الشمس الدؤوبة التى تحدد فروق التوقيت وفق خطوط الطول على امتداد قارات العالم، تتسابق الدول المختلفة فى ابتكار أشكال جديدة من الألعاب النارية التى أصبحت الأداة الرئيسيّة لإظهار الحفاوة بالعام الجديد. ولَم يكن هذا العام مختلفاً عن سابقيه فى أى شىء. شعور عام بالراحة للتخلص من العام المنصرم، والمبالغة فى الحفاوة بالقادم الجديد على أمل أن يحمل معه حلولاً لكل المشاكل التى يعانى منها البشر. 

إن نظرة عامة على أحوال الدنيا فى الأيام الأخيرة من عام ٢٠١٨ تظهر أنه يمكن أن يسمى بعام الملفات المفتوحة. ذلك أن العديد من القضايا والمشكلات المهمة تركت دون حل فى انتظار العام الجديد وخاصة فى منطقتنا العربية. فما زالت مناطق الصراع المشتعلة فى كل من سوريا واليمن قائمة دون حل. ولَم تكن المشكلة الليبية أكثر حظاً بل استمر ملف القضية مفتوحاً وظلت أبعاده تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. وتسلم عام ٢٠١٩ هذه الملفات المفتوحة عله يحمل فى جعبته مفاتيح حلها. وإلى جانب ساحات الحروب المشتعلة ظلت قضايا الأوضاع الشائكة كما هى فى كل من لبنان والعراق. وإذا ما أضفنا إلى الصورة أطماع القوى الإقليمية المتحفزة فى كل من إيران وتركيا لأدركنا جسامة التركة التى آلت إلى العام الجديد.  

وفى العالم الخارجى نجد أن القارة الأوروبية كانت أيضاً مسرحاً لملفات مفتوحة. فقد استحوذت قضية أصحاب السترات الصفراء على الأحداث فى فرنسا التى وصلت إلى حد العنف فى احتجاجات واسعة النطاق ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون. ورغم عمليات التهدئة بقى ملف القضية مفتوحاً أمام العام الجديد. كذلك ظلت قضية البريكسيت دون حل فى بريطانيا رغم وصول حكومة تيريزا ماى إلى اتفاق لترتيبات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ولكن ما زال أمام الحكومة مهمة إقناع البرلمان بقبول هذا الاتفاق، وهى مهمة ليست سهلة. وفِى الولايات المتحدة أدى الميراث الذى تركه العام السابق إلى العام الحالى، إلى مواجهة بين الرئيس والكونجرس أسفرت عن تعطيل جزئى للجهاز الحكومى بسبب وقف الاعتمادات المالية. ترى ماذا تحمل الأيام القادمة من أيّام العام الجديد فى جعبتها؟ هل تحمل ما يبرر ما استقبلناه بها من ترحاب، أم أنها ستضيف إلى ملفاتنا المفتوحة ملفات جديدة؟ سوف نرى.