رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

يعتقد البعض أن مصر مثل باقى الدول الأوروبية -وربما الأمريكية وبعض الدول الآسيوية- يقع فيها نفس الإرهاب الذى يقع لديهم، هذا الفكر وإن كان صحيحاً من الناحية الشكلية، إنما من الناحية الموضوعية فإن الإرهاب الذى تتعرض له الدول الإسلامية عامة ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا، مختلف عن الإرهاب والأعمال التخريبية التى تقع لدى الدول الغربية والأمريكية والآسيوية.

الإرهاب فى منطقتنا غالبا ما يقع من إخوان الشياطين والجماعات الأخرى المنبثقة عنهم. هذا الإرهاب يقصد به ضرب الدولة، إما فى اقتصادها عن طريق ضرب السياحة أو الاستثمار والمشروعات القومية، وإما فى ضرب الجيش ورجال الشرطة، فالمقصود منه هدم الدولة تمهيداً لتقسيمها وتفتيتها لصالح بعض الدول الكبرى أو لصالح إسرائيل. لقد ضاقت الدول الكبرى ذرعا من الإسلام والمسلمين وأفعالهم فى بلادهم، وهم الآن يريدون الخلاص منهم وهدم دولهم. الدول الكبرى لم تخف هذا المخطط وأعلنته أكثر من مرة، بدعوى إقامة شرق أوسط جديد وإعادة تقسيمه مرة أخرى.

لو نظرنا للإرهاب عندنا فى مصر، سوف نجد أن أغلب الأعمال الإرهابية التى وقعت لدينا تهدف دائما، إما لضرب الاقتصاد، وإما لهدم الدولة عن طريق ضرب قواتنا المسلحة ورجال الشرطة، أو محاولة إيجاد الوقيعة بين المصريين مسلمين وأقباط وصولا إلى اشتعال الفوضى فى البلاد حتى تسيل الدماء ونقتل أنفسنا بأنفسنا أملا فى وصول هؤلاء الإرهابيين مرة أخرى للحكم تمهيدا لتقسيم البلاد إلى دويلات صغيرة.

إخوان الشياطين وأتباعهم من الجماعات الأخرى، فى حقيقة الأمر صنيعة المخابرات الأجنبية منذ نشأتهم حتى يومنا هذا، فالذى يحركهم فى منطقة الشرق الأوسط هى مخابرات بعض الدول الأجنبية وإسرائيل، تنفيذاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد. فلو نظرنا لإنجلترا مثلا سنجد أنها هى التى أنشأت جماعة الإخوان المسلمين فى مصر فى أعقاب ثورة 1919، حتى يقفوا ضد الشعب فى مطالبتهم بإزاحة الاستعمار عن البلاد. ومنذ هذا التاريخ فإن إنجلترا تحتضن رؤوس الإخوان الكبار لديها، وتترك لهم العنان للاجتماعات والتنسيق بينهم وقد أعلنت أكثر من مرة رفض اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، معلنة أن تلك الجماعة هى البديل الوحيد للحكم فى منطقة الشرق الأوسط، وقد سار على هذا النهج أمريكا ومازالت هى الأخرى تتركهم يرتعون لديها وصولا لتنفيذ المخطط المسمى بالشرق الأوسط الجديد.

فلو عدنا للأعمال الإرهابية التى تقع فى الدول الغربية وأمريكا وباقى الدول الآسيوية الأخرى، فغالبا ما نجد أن تلك الأعمال الإرهابية والتخريبية التى تقع هناك غالبا ما تكون لأغراض أخرى مختلفة تماما عن الإرهاب لدينا، فهناك الأعمال التى تقع بسبب بعض المطالب الشعبية، وقد تقع أيضاً لخلافات عرقية أو فكرية بين طوائف الشعب، وربما تقع هذه الأعمال الإرهابية من مختلين عقليا. فالإرهابية هناك ليست بقصد هدم الدولة وتخريبها وتفتيتها كما هو مرسوم لمنطقة الشرق الأوسط وباقى الدول الإسلامية عامة.

خلاصة القول أن الذى يعتقد أن الإرهاب فى مصر أو منطقة الشرق الأوسط يشابه الإرهاب فى دول أوروبا وأمريكا وباقى الدول الأخرى، فإنى أعتقد أنه مخطئ، لأن الأعمال الإرهابية والتخريبية التى تقع فى الدول الغربية لا تكون بقصد هدم هذه الدول، وإنما لمطالب شعبية أو خلافات عرقية وفكرية، كما نشهده فى أمريكا بين السود والبيض، وفى أوروبا بين الأوروبيين الأصليين والأوروبيين المهاجرين، فالفارق كبير جدا بين الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط وباقى الدول الإسلامية، والإرهاب فى الدول الغربية الأخرى.

المهم أن نظل فى مصرنا العزيزة يداً واحدة خلف قيادتنا، نشد من أزر جيشنا ورجال شرطتنا، حتى نقف صفا واحدا ضد الإرهاب والإرهابيين للقضاء عليهم وعلى مخططهم المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد.

وتحيا مصر.