اسمحوا لى
لأن أحلامنا نحن العاملين فى ثقافة الطفل انكمشت واتكشكشت جدًا على أيدى المسئولين الذين يعملون مع الاطفال هذه الأيام، فانا لا أطلب من هيثم الحاج رئيس هيئة الكتاب والمسئول عن المعرض الا طلب وحيد وهو (ان يحترم كتاب الطفل ولايجمع بين الكتب والانشطة فى مكان واحد) وارجو الا يصرح أو يتحجج باللجنة التى وضعها فهو الذى اختارها وهو المسئول امامنا، أو يتحجج بضيق المكان او عدم توفر الامكانيات.
ان الذوق السليم ومناسبة الموقع للأطفال لايحتاجان إلى حجج فهى بديهيات! واعتقد ان حجة المكان الضيق او غير الملائم قد تضاءلت هذا العام فى المعرض الجديد، ولذلك يجب ان يتم الفصل بين الانشطة وأماكن بيع الكتب ولايجمعهم مكان واحد أو خيمة واحدة، فكيف يستطيع طفل صغير ان يقاوم اغراء اللعب بالالوان او مشاهدة فعاليات حركية وتعبيرية او اللعب أو السماع لقصة من الحكائين؟
انها كلها مهمة ومفيدة ولطيفة ولكن يجب أن تكون بعيدة عن مكان عرض وشراء الكتاب حتى نعود الطفل منذ طفولتة المبكرة ان للكتاب جلاله و احترامه وخصوصيته، وان الكتاب فى معرض الكتاب هو الاسمى وهو الاهم وهو الأرفع فى هذا المكان. ولايجب ان يرتبط الكتاب بالدردشة والزيطة والروشنة فالقراءة فى النهاية فعل فردى يجب ان نعود اطفالنا عليه، طبعا من المهم ان يسمع حكايات وقراءات ومن المهم ان يمارس انشطة بجانب القراءة ولكن يجب ان نعمل بدأب وروية على تنمية عادة القراءة عندهم فالطفل الذى يدخل مكانا آدميا ونظيفا وجميلا ويعرض الكتب بطريق سهلة حتى يستطيع ان يختار ما يحبه.. تعد تلك اول خطوة فى غرس عادة القراءة فى اطفالنا.
ان الكتاب وسيلة ثقافية وفنية وابداعية مكتفية بذاتها يجب ان نقويها وندعمها بقوة وبكل ما نستطيع، فنبدأ بكتب الاطفال وكتاب كتب الاطفال ورسامى كتب الاطفال لكى يبدعوا ويقدموا اعمال مدروسة وجيدة.
والخطوة الثانية بعد نشر الكتب والاهم فى تعزيز وتقوية عادة القراءة وحركة النشر ايضا هى ان يجد الطفل كتابه وبالطبع معارض الكتب من اهم الوسائل التى تعمل على نشر كتب الاطفال.
اننى لا اطلب من الله فى اليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب الا طلب وحيد وهو احترام الكتاب فهو معرض للكتاب وليس للمشاهدة او المناقشة او سوق للكلام والدردشة، عاملوه بجلال وامنعوا عنه الضوضاء والغلوشة.
فهل هذا صعب ؟