رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

 

 

أثار تزايد حالات القتلى وتجارة المخدرات واستباحة الممتلكات العامة، وحمل وتشهير العديد من الأسلحة البيضاء، وغير البيضاء، فى مدينة سمنود حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين خشية تعرضهم وأسرهم للقتل أو سلب ممتلكاتهم، أو استقطاب أولادهم إلى إدمان المخدرات.

ما يحدث فى سمنود الآن لو أردنا تصنيفه من الناحية الأمنية يصنف تحت تعريف الإرهاب، وهو من أشد أنواع الإرهاب، صحيح أن العالم يحارب الإرهاب، ومعروف أن الحروب تعطل فى أحيان كثيرة الدستور حتى فى أكبر الدول الديمقراطية، وفى حالتنا هذه ندعو استثناء قوانين أو استدعاء قوانين جديدة وطارئة، وهنا لا يكون الأمر بديلاً للحرية، أعرف دولاً كبيرة وآخرها فرنسا وأمريكا قد أعادت النظر فى مسألة تهديد الإرهاب لها، وقد أجازت بعض القوانين لمواجهة ما يهدد أمن الوطن.

ربما ما جعلنى أتحدث عما يحدث فى سمنود، لأنها قطعة غالية على قلبى، فمنذ عشرات السنين عشت وترعرعت فيها، وقضيت أجمل سنوات العمر هناك على ضفاف نهر النيل، لقد كانت بلداً هادئاً مملوءاً بالحيوية، وما أن يستقر بك المقام هناك، حتى تشعر بأن كل بيت هو بيتك، أهلها طيبون، لا يعرفون غير العمل من الصباح الباكر ويعودون بعد الظهيرة للراحة، فى منازلهم ثم يخرجون ساعة أو ساعتين للترويح عن أنفسهم، فيجلسون على مقهى أبودلال أو أبوغضبان أو مقهى أبوسمرة أو عجاج.. هذه القهاوى الأربع متقاربة بعضها من بعض لدرجة أنك لو مررت بجوار قهوة أبودلال عند الساعة الخامسة بعد العصر تسمع صوت السيدة أم كلثوم ولا يترك مسامعك «الراديو» إلى أن تنتهى من المرور بجوار هذه القهاوى التى يجلس عليها معظم الفلاحين المدخنين لـ«الجوزة».. عشت هذه الحالة فى صباى وكنت أستمتع عندما أسمع كوكب الشرق تشدو قائلة: والمساء الذى تهادى إلينا.. ثم أصغى والحب فى مقلتينا، إلى أن تصل: فادنُ منى وخذ إليك حنانى.. ثم اغمض عينيك حتى ترانى.. من قصيدة هذه ليلتى للشاعر الكبير جورج جرداق، وألحان العبقرى محمد عبدالوهاب.

كانت سمنود جميعها تعيش هذه الحالة من الحب الجميل، ويستمتع أهلها بالكلمات الرقيقة حتى الأميون منهم يتعايشون مع كلمات وقصائد الست أم كلثوم.

سبحان الله تبدل الحال من حالة الحب والجمال إلى حالة الكره والقبح، فبعد أحداث يناير انقلبت سمنود رأساً على عقب وتحولت إلى مركز كبير للبلطجة وتجار المخدرات، ويقال عنها الباطنية الجديدة، هل هذا يعقل؟!

سمنود البلد الآمن يتحول إلى وكر كبير للمخدرات والبلطجية والبلطجة، وعندما تحريت بعض المعلومات قالوا إن الانفلات الأمنى ساهم بشكل كبير جداً فى هجرة بعض تجار المخدرات من المدن المجاورة، واتخذوا من سمنود مقراً لهم، وتوسعت تجارتهم واشتروا المرشدين والمخبرين ودفعوا لهم بسخاء لا مثيل له.

المصيبة الكبرى أن هذا حدث تحت سمع وبصر مباحث سمنود ومباحث المديرية، ولا أريد أن أقول ما يقوله المواطن العادى من تواطؤ واضح بين بعض الجهات وتجار المخدرات، والمعروف أن تجارة المخدرات تجلب البلطجة والبلطجية والإرهاب لحماية تجارتهم المسمومة.

وأعود للربط بين ما يحدث من بلطجة وإرهاب وكيفية التصدى لمثل هذه الحالات الكارثية.. أعلم أن مصر لها دور كبير فى مجال الدفاع عن الأمن وحرية المواطن، وقد أعادت النظر فى هذا الشأن أمام تهديدات البلطجة والإرهاب، والتى تقضى بضرورة يقظة الدولة واتخاذ كل التدابير لمواجهة الإرهاب وتأمين حياة المواطنين.

وكما فعلت فرنسا وهى من أكبر دول العالم فى المحافظة على الحريات وتأمين سلامة مواطنيها، فقد وقع الرئيس ماكرون قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب وأقره البرلمان الفرنسى، صحيح أن القانون لمواجهة حالات الإرهاب من التطرف الدينى لحماية فرنسا، وأعتقد أن الإرهاب سواء دينياً أو بلطجة لا يختلفان بعضهما عن بعض.. نحن نملك من القوانين ما يكفى لمواجهة كل أنواع الإرهاب والبلطجة، ويجب تفعيلها بأى شكل وتحت أى ظرف.

فيجب منح أجهزة الأمن سلطات واسعة فى فرض الإقامة الجبرية وتحديد تحرك الأشخاص المشبوهين والقيام بعمليات تفتيش ومداهمات بشكل قوى وجاد لإعادة الأمن والأمان وإعادة هيبة الدولة إلى مكانها الطبيعى.

■■ سيادة وزير الداخلية

ان من يتجاهل الإرهاب والبلطجة بكافة أنواعها، ويركز على الإرهاب الدينى فقط، كمن يرى بعين واحدة، أو كمن يريد أن يشرع الفوضى وإرهاب المواطنين بشكل جديد من الإرهاب، أو كمن يعطى فرصة أكبر لممارسة البلطجيين جرائمهم دون رادع عن طريق القتل وسفك الدماء، وهناك فى سمنود أسوة غير حسنة، فقد قتل شاب نهاراً جهاراً بطلق نارى فى رأسه مؤخراً، وطعن آخر فى بطنه يعيش بين الحياة والموت.

■■ معالى الوزير

أستسمحك وأقبِّل جبينك وإيدك أن تعطى أوامرك ليلاً لاقتحام أوكار المخدرات والبلطجة دون علم مباحث سمنود للقضاء على هذه المصيبة التى ابتليت بها مدينة سمنود الهادئة.. وأؤكد لك أن دعوات جميع المواطنين الشرفاء ستكون من نصيبك.. وربنا يفك كربنا جميعاً.