رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنه المشهد الذى سجله الرئيس الأسبق حسنى مبارك يوم الأربعاء الماضى عندما مثُل أمام المحكمة ليدلى بشهادته فى قضية اقتحام حدود البلاد الشرقية وعدد من السجون فى أعقاب ما أطلق عليه ثورة 25 يناير 2011 والتى لم تكن إلا مؤامرة. جاءت شهادة مبارك كأول مواجهة مع محمد مرسى الرئيس المعزول المنتمى إلى جماعة الاخوان المحظورة والقابع وراء القضبان.

احتل ظهور مبارك قدراً كبيراً من الاهتمام، فلأول مرة يمثل فيها رئيس أسبق كشاهد فى قضية سياسية حساسة يوجه فيها الاتهام لرئيس سابق.

لفت مبارك الأنظار عندما دخل إلى قاعة المحكمة بصحبة نجليه متكئاً على عكاز وبدا فى وضع صحى جيد. تحدث بهدوء وثقة. تحفظ فى البداية عن الإدلاء بالكثير من المعلومات قال إنها تمس الأمن القومى للدولة، وطالب بالحصول على إذن بالحديث من رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولكنه مضى فى الاجابة عن أسئلة أخرى لم يرَ أنها حساسة بالقدر الذى يحتاج فيها إلى إذن.

وفى محاولة لإجلاء الحقيقة قال مبارك إن نحو 800 مسلح تسللوا من غزة عبر الحدود الشرقية للبلاد إبان فترة الانقلاب، وبأن اللواء عمر سليمان أبلغه بذلك. وتحدث عن أن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة وأردف قائلا: (مصر كلها تعلم بالمؤامرة والمخطط، ولقد أرسلت لجنة للتشاور مع المتظاهرين لمعرفة مطالبهم، ولكن لم يكن لهم مطالب، وهنا أدركت أنها مناورة ومؤامرة).

نطق مبارك بالحقيقة التى عايشها الشعب المصرى عندما قال بأن هذه العناصر تسللت بغرض ارتكاب أعمال فوضى وتخريب، وأنهم تسللوا إلى الميادين خاصة ميدان التحرير وأطلقوا النار من فوق أسطح بنايات فقتلوا متظاهرين هناك، وذلك بعد تخريب مقار أمنية وأقسام شرطة فى رفح والشيخ زويد والعريش، وقتل بعض رجال الشرطة، وأن أغلب العناصر المتسللة ينتمون إلى حماس التى وصفها بأنها جزء من جماعة الإخوان وفق بيان تأسيسها. كلام مبارك جاء مطابقاً لما قاله حبيب العادلى وزير الداخلية السابق فى المحكمة خلال إدلائه بشهادته فى 28 أكتوبر الماضى من أن مصر تعرضت لمؤامرة فى 25 يناير وأن مبارك تنازل عن الحكم حقناً لدماء المواطنين، وأنه رصد معلومات تشير إلى اتفاق بين الإخوان وحركة حماس لإسقاط النظام، وأنه أبلغ مبارك والمخابرات الحربية بها.

ويظل التباين شاسعاً بين الرئيس مبارك الذى حسم الموقف وبادر بالتنحى حرصاً على مستقبل الدولة عندما أدرك أن الأمور وصلت إلى منتهاها، وبين المعزول مرسى الذى رفض أن يرحل وظل مسكوناً بنهم الرئاسة ليردد بصوت زاعق حتى وهو وراء القضبان قائلا: (أنا الرئيس أنا الرئيس)، مرسى الذى فتح الباب على مصراعيه أمام الإرهابيين وعرض مصر للخطر. والمرجو اليوم أن تكون شهادة مبارك لها دور فى حسم تلك القضية.