رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نواصل الحديث عن الحالة العربية قبل أن يسدل عام 2018 أستاره وقلنا ليس خافياً على أحد أن الولايات المتحدة قد أعطت إشارة البدء لانطلاق عصر الإرهاب الذى يضرب عالم اليوم ويقض مضاجع البشرية، ولم يكن ليتحقق ذلك إلا بخلق الظروف الملائمة لاستنساخ كيانات إرهابية على غرار طالبان والقاعدة ومن بينها تنظيم الدولة المسمى «داعش»، ومن عجائب الأشياء أن 70% من ضحايا التنظيمات الإرهابية المتأسلمة فى حربها «باسم الإسلام» ضد الإنسانية من «المسلمين» وتحتل منطقتنا العربية نصيب الأسد من عدد هؤلاء الضحايا.

وتزامنت حرب الإرهاب مع ثورات دول الربيع العربى، التى يمكن وصفها بأنها هزات ارتدادية لزلزال شعبى رافضاً ضعف كثير من الأنظمة فى عالمنا العربى ما أدى إلى تغيير أوضاع واستبدالها بنظم جديدة، ولكن الغريب أنه منذ عام 2010 شهد العالم العربى ما وصفه البعض بحالة من الانحطاط غير المسبوق، الذى يفوق ما سمى عصر الانحطاط فى إحدى مراحل التاريخ العربى خاصة أنه يحدث فى القرن الحادى والعشرين، وهو عصر من المفترض أن تحرز فيه الشعوب الأخرى مزيداً من التقدم والارتقاء ونجم عن ذلك تشاؤم البعض، عندما رأى أنه لا توجد أية مؤشرات على أن هناك مستقبلاً عربياً أفضل، حيث إن معظم الجروح العربية ما زالت ملتهبة ونازفة وتستعصى على الشفاء!

وتعود هذه النظرة التشاؤمية للمستقبل العربى إلى ثلاثة عوامل موضوعية:

أولاً: تراجع فكرة التوحد القومى العربى بعد أن سيطر الانقسام المذهبى والعرقى الشعوبى على الفكر والعقل العربى فى كثير من توجهاته سياسياً واقتصادياً.

ثانياً: تعتبر إسرائيل الطرف الإقليمى بالشرق الأوسط الأكثر استفادة، من الوضع العربى الراهن وأشرنا إلى ذلك بالتفصيل فى مقال سابق وإن كان لا يمكن اتهام الدولة العبرية بأنها مسئولة عما يفعله العرب بأنفسهم طالما أن العرب تكفلوا بتدمير بلادهم على حد قول مراقبين غربيين!

ثالثاً: إن هناك اعترافاً غربياً صريحاً للعلاقة بين أمريكا والغرب وصنيعتهما إسرائيل، ما جعل الدوائر الغربية تشخص الكوارث العربية بأنها تحدث بأيدِ عربية لكن ما غاب عن هذا التشخيص الذى يتم بشكل متعمد أن هناك أيادى خفية أحياناً وسافرة أحياناً أخرى تحرك خيوط المؤامرة على المستقبل العربى!

وخلاصة القول، إن الولايات المتحدة قد نجحت نسبياً فى تنفيذ خطة التدمير الذاتى فى بعض الدول العربية، ويكفى نظرة شاملة لنجد أن عدداً من الدول العربية ما زال يعانى هذا التدمير أليس ما يحدث فى كل من اليمن وسوريا وليبيا نوعاً من التدمير الذاتى؟

وعلى أى حال، نلاحظ أن ما تقدم، جاء تحليلاً مباشراً وكاشفاً للحالة العربية، وأوضح حقيقة أن هناك من يخطط حتى اللحظة لإعادة رسم خريطة الوطن العربى من جديد، خريطة مختلفة كل الاختلاف عما درسناه فى مستهل حياتنا لجغرافية العالم العربى، من الناحية الاقتصادية والجيوبولتيكية، ورغم ذلك نتعلق بإمكانية قيام العقل الجمعى العربى بخلق «إرادة مشتركة» قادرة على التصدى لمؤامرة التفتيت وإنقاذ الأمة قبل فوات الأوان!