رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تسأل طفل فى المرحله الابتدائيه فى المدارس الامريكيه على سبيل المثال.. ماذا تود ان تكون عندما تكون شابا. البعض يقول اريد ان اكون رجل اطفاء لانه يتميز بالشجاعه و يستطيع انقاذ ارواح الناس.. ومنهم من يقول اريد ان اكون رجل اسعاف حتى انقذ ارواح المرضى...الخ. اما اذا سألت اى طفل مصرى فى نفس العمر الزمنى فأنه بديهيا يقول لك اود ان اكون مهندس حتى يقال لى بشمهندس او طبيب حتى يقال لى دكتور او ضابط شرطه حتى يخافنى الناس ويعملولى الف حساب.. الخ.  وعندما تسأل اى من الاسر لماذا تفعلون ذالك .. تكون الاجابه نحن نفعل بنيه تحفيز الطفل على العمل والاجتهاد. فى الحقيقه ان النيه جيده لكن العمل خاطىء.. فالنيه الصالحه لا تصلح العمل الفاسد لكن النيه الفاسده تفسد العمل الصالح.

 

لاحظت الفرق .. بالطبع انه اختلاف فى اسلوب التربيه, ولا نقصد هنا التربيه فى المدارس فقط بل ايضا نستطيع ان نقول : الاسره والبيئه والاعلام وجماعه الاقران. اننا بصدد قضيه فكر وانتماء وحب للبلد وليس حبا للنفس او حب العظمه. الطفل هناك ينمو على حب بلده والتفكير منذ الصغر فى كيفيه خدمه بلده ومساعده الاخرين وعمل شىء ينتفع به المجتمع. اما نحن نفكر دائما فى المنفعه الشخصيه وكيفيه تحقيق انجاز ذاتى.

 

ويكون الطفل المصرى دائما من الابتدائى الى الثانوى يعيش تحت ضغط وهو تحقيق رغبات الاهل وتصبح لديه ايضا طموحات قد تكون اكبر من مستواه الاكاديمى والتى لا يستطيع تحقيقها فيقضى بقيه حياته مضطربا نفسيا واجتماعيا ومهنيا. على سبيل المثال اذا كان هناك تلميذ او تلميذه يطمح هو ووالديه فى كليات القمه ولم يستطع وبعد ذالك يوجهه مجموعه الى كليه التربيه مثلا.. سوف يبدأ حياته المهنيه بكثير من الضغوط والاضطرابات التى قد تؤثر سلبا بالطبع على مسيرته المهنيه.

 

ان من مبادىء الصحه النفسيه هو رضى الانسان عن نفسه وعن الاخرين وان يستطيع احداث توافق نفسى اجتماعى وجدانى مهنى. لذا فنحن نحصد دائما ثمره ما فعلناه فى اجيالنا.. ففى مهنه التدريس خاصه قد تجد معلمين لديهم اتجاهات سلبيه نحو مهنه التدريس وخاصه فى المرحله الابتدائيه وتجدهم يشعرون دائما انهم اقل اهميه فى المجتمع من بقيه المهن المرموقه فى مجتمعنا. فكيف تطلب الانتاج من معلم لا تعطيه حقه ماديا او ادبيا او نفسيا.

 

ان التربيه النفسيه السويه للطفل منذ الصغر سواء فى المدرسه او الاسره او الاعلام .. تجلعنا بالتأكيد نحصل على منتوج من الشباب الاصحاء نفسيا هذا الطفل سوف  يكون راض عن نفسه وعن انجازاته مهما كانت لانها تتناسب مع قدراته وميوله.. ويكون راض عن مهنته التى اختارها بنفسه دون اى توجيه مباشر او غير مباشر من الاخرين.. وراض ايضا عن الاخرين ممن هم من زملائه او اصدقائه او جيرانه او من عامه الناس فى المجتمع..

عندما يكون لدينا اطفال اسوياء سوف يكون لدينا فصل دراسى هادىء ملتزم .. وبالمثل عندما نجد

معلم ينتمى الى هذه البيئه سوف يكون لديه اتجاهات موجبه نحو مهنته وتلاميذه ومادته العلميه التى يقوم بتدريسها .. فينتج ويبدع ويبتكر .