عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نادراً ما تحظى شخصية عامة بالاحترام والثقة من الغالبية الساحقة من المثقفين المهمومين بالشأن العام، فى حالات كثيرة تختلف النخبة المثقفة حول العديد من الشخصيات العامة، فالبعض يعلى من قدر شخصية ما ولا يرى فيها عيباً واحداً، وآخرون يرون نفس الشخصية فى صورة شيطان رجيم، وفى حالات نادرة تحظى شخصية عامة بتقدير واحترام النخبة المثقفة بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية.

من هذه الشخصيات النادرة الدكتور سمير عليش، كنت أسمع ثناء على الرجل من مثقفين يختلفون اختلافا كبيراً فى اتجاهاتهم الأيديولوجية والسياسية وكنت أتصور أن هذا الثناء على الرجل تفرضه اعتبارات المجاملة، وقبيل ثورة يناير بعام أو يزيد قليلاً دعا الدكتور أشرف بلبع عدداً لا يتجاوز العشرة بقليل للقاء فى منزله بمدينة أكتوبر وهذه المجموعة تمثل مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية وذلك لمناقشة توحيد جهود هذه القوى المعارضة لنظام مبارك، بعد الاجتماع الأول دار الحوار حول إمكانية تحديد موعد للقاء دورى وتوسيع دائرة المشاركين.

كان العثور على مكان للاجتماع مشكلة، خاصة أن مثل هذه الاجتماعات كانت مرصودة من الجهات الأمنية وكانت هذه الجهات الأمنية ترتاب فى مثل هذه التجمعات وتحاول بشتى وسائل الضغط والترهيب والترغيب أحياناً أن تحرم مثل هذه التجمعات من مكان تجتمع فيه بانتظام.

يومها سمعت اسم الدكتور سمير عليش يردده أكثر من شخص من الحاضرين وكلهم يؤكد أن الرجل لن يتردد فى استضافة مثل هذه الاجتماعات بمكتبه بالمعادى، وبعد أسبوعين تلقيت دعوة كريمة من الدكتور يحيى الجمل للاجتماع الثانى بمكتب الدكتور سمير عليش بالمعادى، كان استقبال الدكتور سمير مزيجا من الترحيب الحار والحماسة العفوية للفكرة.. وتكررت الاجتماعات وانتظمت وانضمت أعداد كبيرة وتم اختيار الدكتور حسن نافعة منسقا لهذه المجموعة التى تجاوز عددها الخمسين عضوا، وتم اختيار حمدى قنديل متحدثاً رسمياً لهذه المجموعة التى اختارت أن تنشط تحت مسمى "الجماعة الوطنية" التى أعلنت فيما بعد الاندماج فى الجمعية الوطنية للتغيير.

اقتربت من الدكتور سمير لأكتشف فى كل لقاء شخصا بالغ الرقة ودوداً لدرجة تشعرك أنك واحد من أسرته، صلباً وجسوراً عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن، متسامحاً إلى أقصى درجة مع من يلحق الأذى بشخصه، يتقدم الصفوف إذا أحدق الخطر، وينزوى مبتعدا عن المشهد إذا دنت ثمرات النجاح وتهافت كثيرون لنيل نصيبهم من ثمرات النجاح، يعطى بسخاء ويتعفف رافضاً أن ينال نصيباً من ثمرات نجاح كانت له إسهاماته المؤثرة فى تحقيقه.

هذه الأيام ألتقيه كل يوم على مدار الساعة نشطا يقظاً لا يدع أمراً له علاقة بالدفاع عن الوطن إلا كان حاضراً فى ساحته بعبارات واضحة حاسمة لا تعرف المناورة رغم ما نعرفه جميعاً من الأخطار التى تهدد من يعبر بهذه الصراحة والوضوح عن مواقف تغضب السلطة الحاكمة.

ساحته هذه الأيام شبكات التواصل الاجتماعى يواصل نضاله النبيل من خلالها، أتابعه وأشفق عليه وأطمئن على مستقبل مصر وفيها أمثال هذه الشخصيات النبيلة.