رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

كثرت فى الآونة الأخيرة لجوء البعض من الفنانين لنشر جلسات صورهم بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال شبكة الإنترنت والمواقع الإلكترونية..ففى الوقت الذى يتراجع فيه مستوى الفن التمثيلى، سواء سينما أو مسرح أو الغنائى أيضاً. نجد اتجاه البعض لخضوعهم لجلسات التصوير المعروفة بموضة «الفوتوسيشن» وهى موضة غربية، ولكنها أخذت المسار الشرقى، حيث إن الغرب عند التصوير «الفوتوسيشن» لهم أساليب تختلف تماماً عن أساليب الشرقيين، وذلك من حيث العادات والتقاليد.

فنجد أن مع هبوط مستوى المطروح من أعمال فنية، فقد بدا أن البعض اعتبر هذه الجلسات بديلاً عن إتقان تلك الأعمال ظناً منهم أن الصور والحركات ما هى إلا استمرار للشهرة من خلال التواصل على مواقع النت، بل وصل الحال فى إمعان البعض فى الابتذال والعرى مما أثار حفيظة المشاهدين واستيائهم مما أحدث تباين بين الناس لما يرتكبه البعض من الابتذال أثناء تلك الجلسات ولم يدر من يفعل هذا السلوك بأنه وقع فى دائرة الشهرة العكسية، كما أننا لا نستطيع أن نعزل الفن عما نراه فى الشارع الآن ولا ننكر أن الدراما أيضاً أثرت فى سلوكيات ولغة الشارع.. فما نراه الآن فى المجتمع هو أحد مظاهر ما تبثه الشاشة إنهما وجهان لعملة واحدة، لقد بلغ الأمر إلى أن تصرفات البعض لا ترقى لمستوى فن نهائى. سواء فى العمل الفنى أو فى الجلسات التصويرية بل نرى البعض وقد بدا عليه من الجرأة إلى اقترابه من نزع ورقة التوت، ففى الفترة الأخيرة صارت حركة الفن متعجلة وسريعة للأسوأ، حتى أصبح الفن كمريض يترنح، وتغيرت أيديولوجيته الفكرية والثقافية.

طبقاً لما آل إليه حال الشارع أيضاً.. إن الفن الصحيح من أهم الأشياء الجمالية فى الحياة، أو الأشياء التى تخلق الجمال فى هذا العالم، ويعمل على نشر القيم الجمالية والأخلاقية والدينية والعديد من القيم، ولا شك أن الفن فى حد ذاته هدف، ويعمل على وصول أفكار ذات قيمة، لا أن ينشر إسفافاً أو قبحاً أو مصطلحات خارجة. أن سينما ومسرح الستينات وحتى قرب نهاية حقبة الألفية الأولى بسنوات قليلة هم شاهدان على عبقرية الفن المصرى ورقيه، فعلى الرغم من أنه كان هناك نسبة كبيرة من الأجانب فى أوساط الفن لكن كان الفن أقرب لقلب المواطن المصرى أو المشاهد والمستمع وكان العمل الفنى يخاطب ويغازل العامة والخاصة سواء الفلاح أو جميع الفئات المحيطة بالبيئة حتى إنهم كانوا يقدمون العمل بنعومة وخشونة الحياة، ولا يستطيع أحد أثناء. المشاهدة السينمائية أو الاستماع إليه فى المذياع أن يشعر بأنهم ممثلون وكأنهم أشخاص عادية من الأهل أو جيران ولا يوجد أى إسفاف لفظى يخدش حياء المتفرج أو المستمع.

إن السينما والغناء والمسرح فن من الفنون المعاصرة فهل ما نراه من أعمال فنية الآن ممزوجة بأكبر قسط من الشتائم يعتبر فن هل ما يفعله البعض فى هذه الجلسات فن..

إن الفنان الحقيقى ليس ملكاً لنفسه بل ملك بتصرفاته وحركاته للجمهور ويشكل بفنه وتصرفاته وجدان وسلوكيات فئات كثيرة من المجتمع، ولا ننكر أن الكثير من العادات تنتقل إلينا عبر الشاشة فالعلاقة كانت ولا تزال تبادلية بين الشارع والشاشة، رحم الله عملاقة الفن الذين كانوا لا يهتمون بأى شىء ولا يذهبون للمصورين إلا نادراً من خلال حوارات محدودة كانت تجرى معهم ولكن كان شغلهم الشاغل ما يقدموه لجمهورهم من أعمال سواء غناء أو أفلام ومسلسلات والتى ما زلنا نراها برقيها وعظمتها حتى الآن.