رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

احتفظت بسر خطير منذ عام 2013، وجاء الوقت لأبوح وأفضفض لأننى خلاص مش قادر أكتم السر، وأتركه قابعًا فى البير، وقلت أطلقه من صدرى مع الأيام الأخيرة لعام 2018 حتى نبدأ عامًا جديدًا على نظافة.

السر الذى ظل طى الكتمان هو أن «الإخوان» طلبوا من العبد لله أن يكون وزير «مراجيح مولد النبى» فى حكومتهم وأنا طبعًا رفضت، ولماذا أنا ميفكروش فيه لتولى منصب فى دولة الخلافة التى كانت تعتقد أنها ستستمر 500 عام. بصراحة أنا فكرت وحسبتها فى دماغى، وكان سبب رفضى اننى اكتشفت أن حبال المراجيح «دايبة» مصنوعة من «الليف» وهو ما يؤخذ من النخيل عندنا فى الصعيد، ولنا فيه مآرب كثيرة مرة بعمل منه مخرات، وتصنع منه الحبال، ومرابط البهايم والمقاعد التى نضعها فوق الحمير لزوم الركوب، قلت يا واد ده مقلب اخوانى سيبك منه، دا الجماعة عايزة تورطك، وعاينت المرجيحة وقلت يفتح الله، دى حبال الإخوان كلها دايبة، وقلت لـ«مرسى» يا عم يفتح الله أنا مش محتاج كرسى، وأعلنت أمام مندوبه الذى كان ينتظرنى لحلف اليمين بعد أكلة معتبرة مكونة من الكوارع والممبار والملوخية التى كانت وجبة يومية فى قصر الاتحادية وكان ما لذ وطاب يتم رصه على الارض، ويجتمع الأحباب حول كبير العشيرة والقبيلة كما كنا نسمع، فهربت بجلدى وقلت يفتح الله، وقلت للذين كانوا يتوقعون استمرار الحكم الإخواني فى السلطة سنوات طويلة، كداب يا خيشة بكرة نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة.

وكأنى مكشوف عنى الحجاب فالإخوان الذين كانوا يظنون أنهم سيحكموننا إلى الأبد، ووجهوا إلينا رسائل من نوعية يا نحكمكم يا نقتلكم تحولوا إلى فص ملح وداب ونفضت مصر عن أدرانها أسفل وأندل وأوسخ حكم شهدته منذ بدء الخليقة، وتبين أن الإخوان مجرد عصابة وبتوع فتة، ولا يصلحون للحكم، واكتشفت اننى كان عندى بعد نظر عندما رفضت منصب وزير مراجيح مولد النبى.

الذى جعلنى أطلع المستخبى، والراقد بين ضلوعى عن طموحى القديم هو ما نسمعه هذه الأيام عن واحد رفض منصب رئيس الوزراء فى عهد الإخوان، وآخر يقول انهم عرضوا عليه منصب وزير الاعلام ثلاث مرات، وآخر عرضوا عليه منصب وزير الثقافة، وآخر كان سيتولى منصبًا كبيرًا فى مؤسسة إعلامية كبرى وغيرهم الكثير، ولا ندرى أسباب بوحهم بقربهم من الجماعة، ولا أسباب رفضهم ولا نعرف ماذا يريدون الآن، هل يبحثون عن ثمن رفضهم هذه المناصب أنا مثلا رفضت منصب وزير مراجيح مولد النبى للأسباب التى ذكرتها، لكن الذى نعرفه، وتعلمه أكثرية هذا الشعب أن هناك من هم كانوا ذيولاً فعلاً للإخوان، واجتمعوا معهم، وشاهد عليهم «فورمنت» وغيره وبعضهم سعى، وطلب، والبعض تورط والبعض خدمته الظروف وانسحب، ومازالت هناك أذرع لهذه الجماعة الإرهابية تحتاج إلى القطع، فهذه العصابة تعرف كيف وصلت إلى السلطة وكيف تخلصنا منها، ولو تمكنت لقلنا على مصر السلام.