رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

اتصلت بى مجلة «روزاليوسف» وطلبت منى مقالاً بمناسبة مئوية أنور السادات.. وعلاقة عائلتك الوثيقة به خلال رئاسته للجمهورية.. وخلال الرجوع للمكتبة فى منزلى، عثرت على عدد قديم لمجلة «المصور» عندما كان أستاذنا وأستاذ الجميع الخلوق مكرم محمد أحمد، رئيس التحرير، ورجاء النقاش مديراً للتحرير.. المجلة بعنوان «نهاية تاريخ» صدر العدد فى أسبوع وفاة فؤاد باشا سراج الدين.. العدد يحتوى على 20 صفحة عن الفراغ الذى سيتركه الراحل والوفد من بعده.. خمسة عشر من كبار الكُتاب والصحفيين والسياسيين كتبوا مقالات مختلفة وبآراء متباينة.. صحافة فى أعلى درجاتها ومستواها فرئيس التحرير ومديره صحفيان حتى النخاع.. تمتعت واستفدت من قراءة العدد.. عشت ساعات من الزمن الجميل.

بعد ساعات لا تنسى.. فركت عيونى وقرصت خدى وكدت أضرب رأسى فى الحائط.. لأعود إلى ما نحن فيه الآن.. وليتنى ما عدت!! عنوان مجلة «المصور» جرس إنذار.. هل بموت فؤاد سراج الدين نهاية حزب؟؟

رأيى أن الظروف كانت أقوى من سراج الدين والوفد.. فقد اختار سراج الدين أحد كبار رجال الوفد نائباً له وهو إبراهيم فرج.. ولكن توفى إبراهيم فرج، وسار سراج الدين فى جنازته التى صورتها المجلة عدة صور أهمها فؤاد باشا، وهو يتلقى العزاء فوق كرسيه المتحرك، ثم صورته وهو يسير خطوتين حتى باب سيارة وسط ثلاثة رجال.. اثنان على الجنبين وثالث فى ظهر الباشا.. ثم اختار فؤاد باشا الدكتور وحيد رأفت نائباً له وهو الأستاذ العالمى فى القانون الدولى وهو الذى أعاد لمصر ميناء طابا فى قضية مشهورة فى المحكمة الدولية، فإذا بالدكتور رأفت يلحق بالرفيق الأعلى بعد إبراهيم فرج بقليل.

ثم أخذ الدكتور نعمان جمعة يتقرب من الباشا وهو طريح الفراش.. وكان نعمان أيامها عميد كلية الحقوق، فقرر الباشا تعيينه نائباً له!! وكان هذا هو الخطأ الأكبر.. وكان الباشا معذوراً، فهو مريض لا يغادر السرير.. ولم يكن حوله من يستطيع أن يبحث له عن شخصية نعمان جمعة.. وبعد وفاة الباشا وتولى نعمان رئاسة الحزب كتب كثيرون عن الكارثة المقبلة على الوفد، وكيف أن نعمان مرتمٍ فى خدمة الحكومة والحزب الوطنى، فهو محامى الحزب ومحامٍ شخصى ليوسف والى، سكرتير الحزب الوطنى ووزير الزراعة الدائم.. وهناك مقال لنعمان جمعة فى نفس عدد «المصور» يدافع فيه عن نفسه.. ويقول أنا وفدى قديم منذ كنت طلبا فى الجامعة عام 1948 وقيدت نفسى عضواً عند عودتى عام 1978.. ولكن كل هذا لا يمنع من أنه محامى حزب آخر معادٍ للوفد وهو الحزب الوطنى ومحام خاص لسكرتير الحزب وترافع فى قضايا ضد الوفد.. وكان هذا سبباً فى ثورة الأعضاء، وتم التعجيل بجمعية عمومية جديدة انتخبت شاباً رائعاً هو محمود أباظة الوفدى منذ ولادته، ووالده أحمد بك أباظة عضو الوفد منذ نشأته.. وإن كان شقيقه تورط حينما قبل أن يكون وزيراً!! فجاءت انتخابات جديدة لتأتى بالأخ سيد البدوى!! ولا تعليق.. قبل أن تتضح بعض الأمور!!

<>

عندما جاء المستشار الكبير بهاء الدين أبوشقة بدأ الأمل يداعب قلوبنا.. ولكن الخلافات دبت بسرعة ووصلت إلى أمور لا يعرفها الوفد منذ 1919.. الوفد لا يفصل ولا يستغنى عن وفدى حقيقى.. فى بداية الإسلام فى مكة، قتل مسلم شخصاً فسأله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لماذا قتلته؟ قيل يا رسول الله إنه كافر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شققت صدره؟؟ الوفديون فى أسوأ الظروف الآن رغم أنهم وفديون حتى النخاع.. الوفد لا يتخلى عن وفدى مهما كانت الخلافات.. مكرم عبيد ونجيب الهلالى هما اللذان تركا الوفد بعد أن لعب برأسيهما أحمد حسنين ووعدهما برئاسة الوزارة.. ولم يتم فصلهما حتى بعد «الكتاب الأسود» لمكرم عبيد.

<>

كلنا نحن الوفديين منذ الميلاد حتى اليوم استبشرنا خيراً بعد رئاسة أبوشقة.. لذا نريد أن نبدأ صحفة جديدة نظيفة شفافة مخلصة تعطى ولا تأخذ.. ولا أدرى لماذا الغضب والتشنج وفقدان الأعصاب واتخاذ قرارات غريبة عن تقاليد الوفد، حينما ظهرت فجأة حكاية كانت بعيدة تماماً عن الوفد.. وضع فؤاد باشا سراج الدين 92 مليوناً، ويقال أكثر من هذا كوديعة باسم حزب الوفد للإنفاق على الحزب من الفوائد لا من الوديعة.. فإذا بين يوم وليلة لا توجد الوديعة وهناك أزمة مالية!!! كيف؟؟.. الفوائد فقط كان من الممكن أن تنفق على المائة حزب الموجودة فى الساحة الآن.. مبلغ 92 مليوناً فوائده تبنى الإيموبليا كل عام دون المساس بالوديعة.. مبلغ 92 مليوناً فوائده تسدد ديون مصر!! دون المساس بالوديعة.