رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وطن تاني

 

 

 

القيادة الجريئة والالتزام الجماعى نحو تعزيز الاستثمارات مجمع الكوميسا عنوان تحمله النسخة الثالثة من فعاليات منتدى أفريقيا 2018.. ثمة علاقة بين الاستثمار فى أفريقيا والتحول الاجتماعى لأن أفريقيا ليست وحدها التى تعيش عصر تحول اجتماعى واقتصادى سريع بل العلم الثالث كله ونحن جزء منه.. إننا نعيش عالمين.. عالم الباطن قوامه إرث ثقافى وحضارى عريق ولكن أصابه التيبس والجمود دهراً.. وعالم الحضارة والثقافة المعاصرة الوافدتين، وبين الاثنين بون شاسع وزمان طويل أو قرون عديدة وتحد صارخ ثم معاناة إنسانية على المستوى الاجتماعى والذاتي.. وكل من فى أفريقيا ينقب فى باطنه ويتأمل حوله ويواجه التحدى ويتساءل كيف السبيل؟! وإلى أين المصير؟ فى ظل التكتلات الأوروبية والعالمية التى أضحت آلة ونحن ترس لا نملك إلا الدوران.. نعم المشكلات تثقلنا والطرق أمامنا متباينة والرؤية غير متجانسة.. واليأس يستبد بنفوس بعضنا والتقوقع على النفس أو الردة إلى الماضى، تكون وسادة الكسالى ومن قصرت هممهم دون فهم الواقع واستيعاب الفكر المعاصر.. ونحن نرى من جانبنا أن استخلاص إيجابيات الماضى والعبر منها وصياغة الحلول للواقع المعاش أضحى واقعاً لا مفر منه.. إننا كنا فى الماضى نفكر بنص عبارات مضت عليها قرون عفا عليها الزمن ومن أسف لا نزال نرددها «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» وكأنها ترياق مشكلاتنا.. أشبه بقروى ساذج يُطيب أمراض العصر بوصفات طبية موروثة.. ولعل أخطر المشكلات التى نعانيها فى أفريقيا تحديداً أننا غير متفقين على تشخيص أمراضنا ناهيك عن علاجها.. هذا حالنا منذ عقود بينما واقع الحياة محلياً وعالمياً فى تغير متصل.. لقد تغيرت بنية المجتمعات ومن ثم تغيرت العلاقات وتغيرت المشكلات واستتبع هذا تحول فى فكر الإنسان العربى ورؤيته.

والتغير من وجهة نظرنا عملية مزدوجة، إنه ليس تغير فى الواقع المادى فحسب بل تغير فى فكر الإنسان أيضاً أو هكذا يجب أن يكون وكل منها يؤثر فى الآخر ولابد أن يتوفر قدر من الملاءمة والمواكبة بين الاثنين وهذا هو القصد المبتغى والمرتجى وذلك ضماناً لسلاسة الحركة الاجتماعية فى قارة أفريقيا إذا كنا جادين فى الإصلاح وضمانا لتوفر أكبر قدر من التوافق الاجتماعى بين الدول الأعضاء أو بين المرء والمجتمع وبين الواقع المادى والواقع الفكرى ثم ضمانا لاطراد المجتمعات فى تقدمها وارتقائها. بيد أن المشكلة المطروحة بإلحاح فى المنتدى تمثل حال وواقع الحياة الاجتماعية فى أفريقيا أو فى دول العالم الثالث وهذا هو الوصف الأكثر تأدباً من المجتمعات النامية أو المتخلفة نحن فى عالم متغير وإيقاع التغير سريع سريع وتحول سياسى من نظم قبلية ومن تبعية استعمارية إلى استقلال ونظم حكم عصرية الشكل.. تحول من تكنولوجيا متخلفة إلى تكنولوجيا متقدمة وما يستتبع ذلك من آثار على الإنسان وعلى حياته كفرد وكمجتمع تحول ثقافى واقتصادى، وما يلزم عنها من تغير فى البنية الاجتماعية والطموحات والقيم والنظرة إلى الحياة، ومع التحول