عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

دول إسلامية كثيرة كان يمكن أن تكون قوة مضافة للمنطقة ليس عبئاً عليها.. وأن تحقق، لشعبها، تقدماً عظيماً، يساعد على تحفيز ومساندة دولاً أخرى لا أن تكون سبباً لتخلفها.. وكان كل المطلوب منها أن تتخلص من سياساتها القديمة والتاريخية فى غزو الدول وذبح الشعوب، وفرض سيطرتها على كل ما تطوله من دول أخرى، حتى ولو كانت إسلامية مثلها.. بدعوى تحقيق مصالحها!

فهل تحتاج إيران أن تحتل نصف لبنان، وتستحوذ على ثلاثة أرباع العراق، وأن تتمدد فى اليمن، وتبتلع فى الطريق الجزر الإماراتية.. لتحقيق مصالحها؟!.. وما قيمة تلك المصالح التى يحاولون تحقيقها دون جدوى منذ نهاية السبعينات وحتى الآن، وجعلتها دولة ومنبوذة من كل العالم، وأدت إلى تخلفها وتعاسة شعبها.. وبعد كل ذلك فشلت فى تحقيق مصالحها؟!

وما الذى يجعل دولة مثل تركيا مستمرة فى قتل آلاف الأكراد على أراضيها وفى العراق وسوريا، التى تتدخل فيها كذلك، وتشارك فى تدميرها.. فضلاُ عن أدوارها القذرة بإيواء الإرهابيين واستخدامهم كأدوات، لزعزعة واستقرار الدول العربية.. رغم أنها دولة لديها من الإمكانات الهائلة التى يمكن أن تجعلها من أكبر الدول المتقدمة، وتحقق لشعبها أعلى مستويات المعيشة بدلاً من الانهيارات المستمرة فى عملتها واقتصادها، وانتشار الفقر فى المدن والقرى.. وفى النهاية تحولت إلى أكبر سوق للإرهاب والدعارة والمخدرات!

إيران وتركيا.. بقدراتهما وإمكانياتهما، وبتاريخهما، وحضارتهما.. كانتا يمكن أن تشكلا، مع بقية الدول العربية والإسلامية، أكبر لوبى إسلامى عربى فى العلم والمعرفة والثقافة.. وكذلك فى السياسة، ما يكفى لتحقيق مصالحهما ومصالح الدول العربية والإسلامية فى العالم كله.. بشرط واحد أن تتخليا عن سياساتهما العدوانية والعدائية، تجاه الدول والشعوب الأخرى.. وكذلك ضد شعوبهما!

فى الأسبوع الماضى أوقفت السلطات الليبية سفينة تجارية تركية محملة بالأسلحة فى ميناء شرق العاصمة طرابلس، مع أن بيانات الحمولة تشير إلى مواد بناء، ولكن تبين من خلال تفتيشها، وجود حاويات معبئة بأطنان من الأسلحة والذخائر القادمة من تركيا، فيها خمسة ملايين طلقة لأسلحة متنوعة، وأكثر من مليونى طلقة مسدس تركى الصنع، وأكثر من 3 آلاف مسدس.. يعنى على الأقل طلقة لكل مواطن ليبى!

وقبل شهور احتجزت اليونان «سفينة الموت» وهى فى طريقها من تركيا إلى ليبيا وبداخلها 500 طن من المتفجرات، و200 ألف طن من نترات الأمونيوم التى يطلق عليها اسم «فاكهة (القاعدة)»، هدية إلى الجماعات المسلحة فى ليبيا، تحت شعار دعم «الثوار»..!

فما هى المصالح التركية العظيمة التى لا تستطيع أن تحققها سوى بتدمير دولة بحجم ليبيا، وقتل شعبها كله بلا رحمة أو شفقة.. وما هى المصالح الإيرانية الأعظم التى لا تتحقق سوى بتفجير دول من الداخل مثل لبنان والعراق واليمن.. ألا يدركون أنهما تصدران لشعوبهما الفقر والتخلف قبل تصديرهما الموت للدول الأخرى.. أليست إسرائيل هى الرابحة الوحيدة وكلنا خاسرون؟!

يتلاعب الغرب وأمريكا وإسرائيل بأكبر دولتين إسلاميتين، منذ سنوات.. والاثنتان، بكل غباء، تصدقان أنهما تعبان معهم، ولا يدركان أنهما مجرد كرة من نار تحرق نفسها.. وكل المنطقة!

 

[email protected]