عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنت أتعجب كثيراً، أن أغلب الدول الغربية احتفلت بالذكرى المائة لمولد الراحل العظيم أنور السادات، وكنت أتساءل هل من المعقول أن مصر لا تحتفل بالذكرى المئوية لهذا الزعيم الخالد.

الى أن فاجأنى الرئيس عبدالفتاح السيسى بكلمته الأكثر من رائعة فى حق الرئيس السادات، والتى كانت أعظم احتفال وتكريم لهذا الرجل الذى قدم لمصر ولأمته العربية الكثير.

لأننا لا نترك مناسبة تخص سلف الراحل أنور السادات إلا ونذكره ونترحم عليه ونقرأ له الفاتحة، رغم أنه كان السبب الأول فى مذبحة 1967 التى راحت فيها سيناء، فاستولت عليها إسرائيل، وراح آلاف عديدة من خيرة رجال قواتنا المسلحة، وضاع على مصر جميع عتادها الحربى دون أدنى معركة، سواء الطائرات، أم الصواريخ، أم المركبات المدرعة، أم البواخر الحربية. لقد صرفنا المليارات وربما البلايين فى إعداد وتسليح جيشنا ترقباً للمعركة الحاسمة مع إسرائيل، وللأسف الشديد ضاعت كلها هباء دون أدنى حرب بيننا وبينهم.

فمن الطبيعى أن لا نترك ذكرى ميلاد الراحل العظيم أنور السادات بطل الحرب والسلام دون تكريم أو تخليد أو حتى قراءة الفاتحة على روحه. أنور السادات هو الذى غسل العار الذى لحق ليس فقط بالشعب المصرى وحده، ولكن شعوب الأمة العربية كلها فى أعقاب مذبحة 1967. أنور السادات هو الذى انتصر على الأعداء فى حرب أكتوبر العظيم، فقد اجتازت قواتنا المظفرة خط بارليف المنيع وعبروا إلى سيناء، وطهروا جزءاً كبيراً منها، ثم بذكائه وحنكته استطاع أيضاً أن يسترد فى معركة السلام باقى سيناء وأعادها إلى حضن الوطن مرة أخرى.

أنور السادات، بذكائه وحنكته رغم انتصاره فى حرب أكتوبر 1973 ثار على نفسه، وقبل أن يذهب إلى عاصمة الأعداء تل أبيب، فى محاولة لإعادة الأرض المغتصبة وإيجاد حلول السلام بين مصر وإسرائيل. الرجل تحمل بنفسه تبعات الذهاب إلى الأعداء فى عقر دارهم، رغم انتصاره فى الحرب، أملاً فى تحقيق السلام الدائم والشامل الذى يعم المنطقة العربية كلها، وإعادة الأراضى العربية كلها التى اغتصبتها إسرائيل فى مذبحة 1967.

أنور السادات، هو الذى باع وهم التطبيع مع إسرائيل، مقابل استرداد أرضنا المنهوبة، وهو الذى حاول المستحيل مع الدول العربية الأخرى للانضمام إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل، ولكنهم رفضوا بل واعتبروه خائناً لمصر والعرب، وقطعوا العلاقات مع مصر، بل ونقلوا -لأول مرة- جامعة الدول العربية إلى تونس. ومع الأسف الشديد كان السادات أكثر ذكاء وحنكة من كل الزعماء العرب، إذ إنهم حتى يومنا هذا -بعد مرور ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً على اتفاقية السلام -لم يسترد أحد منهم شبراً واحداً من الأرض المغتصبة.

أنور السادات بعد أن حقق لمصر وشعبها انتصار أكتوبر العظيم، وأعاد للمصريين والعرب كرامتهم، أراد أن يعوض مصر بعض ما فقدته فى أعقاب نكسة 1967، فسارع فى تطبيق الانفتاح الاقتصادى بالسماح للعرب والأجانب والمصريين بإقامة المصانع والاستثمار فى مصر، وبالفعل بدأ رأس المال الأجنبى يعود إلى مصر، وبدأ المصريون الذين هاجروا خارج البلاد العودة مرة أخرى للاستثمار فى مصر. خطؤه الوحيد، أنه أعاد إخوان الشياطين فى محاولة لإبعاد الشيوعيين الذين أحضرهم سلفه، ورغم ما قدمه لهم من مساعدات والسماح لهم بالنشاط فى مصر، إلا أنهم دبروا قتله فى عيد النصر، عيد انتصارات أكتوبر العظيم.

أنور السادات، هو الذى أعاد للقضاء هيبته بعد أن دنسه سلفه فى مذبحة القضاء التى تعرضوا لها بسبب قولهم بأن كبت الحريات فى مصر كان السبب وراء مذبحة 1967، فهو الذى جعل المصريين عديمى الانتماء للوطن، الأمر الذى كان له أثر بعيد فى هزيمة قواتنا المسلحة سنة 1967. كيف لنا أن نغفل ذكرى هذا الرجل العظيم فى الوقت الذى احتفلت به العديد من دول العالم. أليس هذا أمراً مثيراً للعجب؟

وتحيا مصر.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد