عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أجيال الشباب في مصر، ولنقل التي ولدت أواخر القرن الماضي ومطلع القرن الحالي في مجملها هي أجيال بلا انتماء جامع بينها سواء كان القصد الانتماء الوطني أو القومي أو الديني، أجيال هذه المرحلة أبصرت النور بعد انهيار سور برلين نوفمبر 1989 واجتياح العراق للكويت أغسطس 1990وسقوط الاتحاد السوفيتي السابق ديسمبر 1991 وتدمير برجى التجارة بالولايات المتحدة سبتمبر 2001، وفي نفس الفترة عاصرت هذه الأجيال ثورة اتصالات غير مسبوقة شهدت عليها دنيا البث الفضائي وعبقرية الانترنت وسحر الموبايل، صغر العالم بنظرهم، ولفت الغيوم الفضاء، وغابت - أو غيبت - السماء بقدسيتها وتعاليمها عن سكان الأرض، انهارت منظومات القيم القديمة لصالح حالة سيولة تضاربت فيها الي حد الصدام المروع المصالح مع القيم، والغواية مع الأخلاق، والانكار مع الايمان، شبابنا في مصر لم يكن بعيدا عن الطوفان الذي اجتاحت مقدماته أجيال آبائهم من منتصف سبعينيات القرن الماضي عندما بدأت حقبة الصدمات بأسلحة «الأسلمة» و«التغريب» و«شيطنة» القيم وجعل كل شيء مباح تحت مظلة ماعرف

بـ «الانفتاح».

جيل الشباب الذي أعنيه اليوم ولد كما أشرت في قلب متغيرات كونية شب معها وهو لايدرى - ولم يساعده أحد أن يدرى ويعي - بأن الهوية الوطنية لها سماتها التاريخية والجغرافية والثقافية والدينية، وأن امان الأوطان يتأكد ليس بقدر ماهو قائم على الأرض من أوضاع ولكن بما هو مستقر بالعقل والوجدان من حقائق ودرجات من الوعى باللحظة الراهنة، أتصور - وأتمنى أن لايكون تصورى كله صوابا - أن الأجيال الشابة في غالبيتها اليوم وبكل اطيافها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية هي أجيال لامنتمية - ليس تنكرا لوطن ولكن جهلا به لكونهم ضحايا نظم تعليم متهالكة ومؤسسات ثقافية وتربوية في غيبوبة عن حقائق العصر، وأيضا ضحايا نظم سياسية انشغلت ببقائها أكثر مما شغلت نفسها ببقاء الأوطان وقوتها، الخطر الذي استشعره الآن أن أي قوى داخلية أو خارجية تريد الضرر بمصر ووجودها لن تجد لحظة مناسبة لها أفضل من اللحظة الراهنة التي تمكنها من العبث بشباب تائه في مولد كبير كل شيء به يباع ويشترى، مولد ممتلئ عن آخره بباعة الدين والجنس والفكر والكفر والاعلام والأوهام والعلم الزائف والتخلف الجارف.. ما أسهل أن تصطاد في ليلة المولد كل ضحاياك، ما أسهل أن تقنع من تشاء بأن الحياة هنا وليست خارج المكان، الفضيلة فيما نفعل سواء كنا في حلقة ذكر أو صحبة عهر، وحتى لاتطول ليلة المولد وتنتهى بصدمة اجهاض الأحلام والأماني فليس أمامنا الا أن نعترف بأن الدولة المصرية أمس واليوم تتحمل مسئولية اهدار طاقات الشباب- حينا بالاستقطاب وحينا آخر بالاهمال، وفي الحالتين الخسارة واحدة لأن الساحة تظل مستباحة لمن من مصلحته مليء الفراغ بعقول أجيال لامنتمية بكل أشكال الغواية والتحريض والتدمير والانتحار المعنوي - والأخير هو الأخطر.