رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

كانت ملابسه رثة يفترش نزلة  الدائرى اتجاه محور مدينة أكتوبر فى انتظار الموت  ..  استطعت تفاديه بأعجوبة .. لم أستطع إيقاف السيارة تماماً حتى لا تصطدم بى  السيارات المسرعة من الخلف .. كانت سرعتى  بطيئة للغاية حيث يقف مجموعة من المواطنين أبلغتهم بصوت المستغيث لإنقاذ الشاب وكان رد فعل أحدهم الإشارة إلى رأسه بما يعنى أنه مجنون ولم يتحرك أحد  لإنقاذه تاركينه يلقى مصيره .. ولكن لحظات  أفاق الشاب من غفلته وقرر العدول عن  الانتحار وكان المشهد مروعاً.. أكملت رحلتى وأنا فى حيرة من تلك الإنسانية التى افتقدناها مع طاحونة الحياة ..  وقبل إلقاء اللوم على المواطن اتجه إلى الدولة والتى يجب عليها أن تقوم بدورها على أكمل وجه بصفتها قدوة المواطن للقفز نحو الإنسانية وحقوق المواطن ومسئولية حماية مرضى الأمراض النفسية والعقلية  والمشردين فى الشوارع.. الدولة تتحمل رعايتهم فى مستشفيات مجهزة بشكل جيد وتتوسع فى بنائها لاستيعابهم وعلاجهم .. على أرض مصر عدداً لا يحصى من المشردين بالشوارع افترشوا الطرق والأزقة إما لظروف نفسية أو اجتماعية وفقر.. لماذا لا يتم رعايتهم  وبناء دور للقيام بهذا الدور .. لماذا تترك الأمر للجمعيات الأهلية التى ربما لا تقوم بدورها وتكتفى برعاية الأطفال والقصر.. على مواقع التواصل الاجتماعى شاهدت صوراً وفيديوهات لشباب يقومون بدور الدولة بحماية المشردين بالشوارع من الأمراض وتنظيفهم وتقديم ملابس  لهم ليعودوا إلى آدميتهم إلا أن دورهم كان بسيطاً ومحدوداً للغاية .. إنه عمل تطوعى غير مطالب به المواطن بينما هو إلزامى على الدولة القيام به والتكافل الاجتماعى  لا يحتاج إلى انتظار كوارث وحوادث تأتى من إهمال هؤلاء المشردين.. لابد ألا يقتصر دور وزارة التضامن الاجتماعى  على تكريم الأمهات فى عيد الأم والحفلات الخيرية والاهتمام بالأطفال فقط  ولوزارة الأوقاف أيضاً دور لا يغفل لما لها من إمكانيات تستطيع مساعدة الضعفاء والمشردين.. دعونا نقف معهم وليكن الإنسان هو شعار العام الجديد. لماذا لا يتم إنشاء هيئة لحماية المشردين.. هل تحتاج الإنسانية إلى إمكانيات وموارد وميزانيات ومناقشات واجتماعات .. وهل تحتاج الدولة إلى من يناشدها للقيام بدورها لدعم  الإنسانية.. أعتقد أنه شعور جمعى  لابد من وضعه على رأس الأولويات.. إنسانية الدولة أو الشعور بالضعيف وإعانته لايحتاج سوى إرادة وشعور بالمسئولية نحو هذا الشخص الضعيف واعتباره جزءاً من الشعب المطلوب خدمته.. الحكومة تحتاج  إلى نظارة مكبرة تبحث من خلالها عن هذا الضعيف ولو كان بعيداً رغم أنه موجوداً فى كل مكان على أرض الكنانة.