رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

كان الألفى بك كبير بورسعيد منذ الأربعينيات، وكان أيضاً قائد قوات المقاومة الشعبية فى بورسعيد، إذ كان هو رئيس لجنة الوفد فى المدينة، الذى يشرف على تهريب السلاح للفدائيين بمجرد أن ألغى النحاس باشا معاهدة 1936..

ولكن «كان هناك» وفدى آخر هو محمد أحمد شردى الذى كان يراسل جريدة المصرى «القديمة»، ومن قامات الوفديين فى بورسعيد.. حتى إنه أطلق على ابنه الأكبر اسم زعيمه الأول «سعد زغلول»، فصار اسمه زغلول محمد شردى.. ثم أطلق اسم زعيمه الثانى «مصطفى النحاس» على ابنه الثانى، فصار اسمه مصطفى النحاس محمد شردى.. وهكذا كان الولاء والوفاء لحزب الوفد حتى إننا نقول إنها المدينة الوفدية الأولى.. فى مصر.. وخلال العدوان الثلاثى على بورسعيد.

 وكان الأب «محمد شردى» قد رحل إلى رحاب الله، خلفه ابنه وكان طالباً فى المرحلة الثانوية، وكان من هواة التصوير، وانطلق «مصطفى النحاس» محمد أحمد شردى يصور وقائع هذا العدوان الغاشم، الذى دمر معظم مبانى المدينة.. وحمل كل هذه الأفلام التى تكشف جريمة بريطانيا وفرنسا.. وانطلق إلى بحيرة المنزلة مرتدياً ـ أو متخفياً ـ فى ملابس صبى صياد، ويستخدم مركب صيد - بعد أن أخفى الأفلام داخل ملابسه، ليصل إلى القاهرة فجراً، وينطلق بنفس ملابسه التى يرتديها أى صياد إلى مبنى أخبار اليوم، ويصعد إلى مكتب مصطفى بك أمين، ويقدم له هذه الأفلام فيسرع إلى تحميضها وطبعها.. ليكتشف أن مصطفى شردى قدم له الكنز أو الأداة التى تدين بريطانيا وفرنسا، وتكشف الجريمة كاملة..

< ولم="" ينتظر="" مصطفى="" أمين..="" بل="" انطلق="" وهو="" يحمل="" تلك="" الصور="" إلى="" جمال="" عبدالناصر="" الذى="" أذهلته="" تلك="" الوقائع="" الدامغة="" ويراها="" أفضل="" وسيلة="" لكشف="" جريمة="" الدولتين="" أمام="" الرأى="" العام="" العالمى..="" ويأمر="" عبدالناصر="" بإعداد="" طائرة="" خاصة="" وهى="" أول="" طائرة="" تطير="" من="" مصر،="" إذ="" كان="" العدوان="" الثلاثى="" ما="" زال="" مستمراً،="" والطيران="" ممنوعاً.="" وتهبط="" الطائرة="" حاملة="" مصطفى="" أمين،="" فى="" مطار="" بيروت،="" ويترك="" نسخة="" منها="" أمام="" الصحافة="" اللبنانية..="" ثم="" ينطلق="" إلى="" بريطانيا="" ومنها="" إلى="" نيويورك="" ويقدم="" تلك="" الصور="" «الوثيقة»="" للصحافة="" العالمية..="" هناك="" حيث="" مقر="" الأمم="" المتحدة..="" وتتهافت="" هذه="" الصحافة="" على="" نشر="" تلك="" الصور="" فى="" صدر="" صفحاتها="" الأولى="" لتفضح="" جريمة="" أيدن="" دسلوين="" لويد="" وكريستيان="" بينو="" زعيم="">

< وأدت="" تلك="" الصور="" دورها="" الوطنى="" فيصدر="" مجلس="" الأمن="" والأمم="" المتحدة="" قراراً="" بوقف="" إطلاق="" النار..="" ويسرع="" الجنرال="" أيزنهاور،="" رئيس="" أمريكا="" بإنذار="" دول="" العدوان="" الثلاثى="" بضرورة="" وقف="" الحرب="">

وتنجح مصر فى تحريك الرأى العام العالمى.. والسبب ـ بعد صمود أبناء المدينة ـ هو سبب صور الطالب الوفدى مصطفى النحاس محمد شردى.. وفى مدرج 43 بقسم الصحافة بكلية الآداب كنا نتحلق حول هذا الشاب الوفدى بعد أن انضم ليدرس معنا أصول الصحافة المصرية رغم أنه سبقنا إلى العمل الاحترافى.. بسنوات.

< هذه="" هى="" حقيقة="" شردى="" وصوره..="" أذكرها="" ليس="" فقط="" لأنها="" كانت="" من="" أهم="" وثائق="" نضال="" المدينة..="" ولكن="" لأنه="" كان="" وفدياً="" من="" أخمص="" قدميه="" إلى="" شعره="" أذكرها="" للتاريخ..="" حتى="" لا="" نتعرض="" للضياع..="" أذكرها="" فى="" الذكرى="" 62="" لهذا="" النصر="">