عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

كل الحق للدكتور على عبدالعال فى غضبه من الحكومة التى دأبت على إعطاء ظهرها للمناقشات التى تدور فى مجلس النواب، الصحف نقلت تعليقات رئيس مجلس النواب على خلو القاعة من الوزراء المعنيين بالرد على البيانات العاجلة التى تقدم بها النواب، واختلفت فى وصف انفعال الدكتور على، منها ما اعتبرته انتقاداً من رئيس النواب للحكومة، ومنها من قالت إنها أزمة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، ومنها من اعتبرتها كارت أصفر يرفعه رئيس النواب فى وجه الحكومة، وأنا من جانبى أطلق ما جاء فى جلسة أمس الأول كل الأوصاف السابقة..  قل عليها غضباً، قل انفعالاً، قل استياءً، قل أزمةً، قل إن رئيس النواب يهدد الحكومة، لكن الكارت الأحمر ليس بيد مجلس النواب،  وأرى ضرورة  تدخل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء على الفور قبل أن تفسد علاقة التعاون بين السلطتين الرئيسيتين فى الدولة إذا أصرت كل منهما على موقفها، ويكون الكارت الأحمر هو الحل وهو فى يد الرئيس السيسى بالطبع.

الحق مع الدكتور عبدالعال بالطبع لأنه لا يريد تحويل المجلس إلى مكلمة، أو حصة مطالعة، أو مراجعة.

وظيفة البرلمان هى التشريع والرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، البرلمان يحاسب الحكومة،  والمحاسَب بـ«فتح السين» لابد أن يستجيب لدعوة المحاسِب بـ«كسر السين»، حضور الوزراء إلى مجلس النواب للرد على المناقشات داخل القاعة أو فى اللجان وجوبى طبقاً للمادة 136 من الدستور فى حالة طلب المجلس، والمجلس فى الحالة التى أمامنا دعا عدداً من الوزراء  للرد على بيانات عاجلة مهمة طرحها النواب فى الجلسة، ولم يستجب أحد من الوزراء المدعوين للحضور، وتكرر هذا الموقف أكثر من مرة، ولما فاض الكيل قال الدكتور عبدالعال ما قال فى جلسة أمس الأول، وأكررها ثالثة له كل الحق، لكنه كان قاسياً فى رده على المستشار عمر مروان  وزير شئون مجلس النواب، والذى يقوم بدور حلقة الوصل بين الحكومة والمجلس، وفى نفس الوقت لا يجب أن يكون الوزير مروان مدافعاً على طول الخط عن أخطاء الوزراء.

إذا كنا نريد برلماناً حقيقياً، فأقل تقدير أن تقدره الحكومة، فالوصول إلى حلول لمشاكل الناس لا يتم إلا بوجود الطرفين، النواب يطرحون المشاكل والحكومة تضع الحلول، أرى أن البرلمان يقدر الظروف التى تمر بها الدولة، والمشاكل الاقتصادية التى تحاول الخروج منها، كما يقدر البرلمان أن هذه المرحلة لا تحتاج إلى عنف برلمانى مع الحكومة، ولذلك هو يسير الأمور فى إطار من التعاون لحين العبور من الأزمات التى نراها أوشكت على الحل.

وفى المقابل يجب أن تعى الحكومة ذلك، والأمر فى يد الدكتور مدبولى الذى أطالبه بلقاء عاجل مع الدكتور على عبدالعال لتذويب السحابة  التى أصبحت تخيم على شارع مجلس الوزراء الواقع بين السلطتين،  وأن ينبه على الوزراء فى أقرب اجتماع على ضرورة احترام دعوات مجلس النواب الذى يصر على ممارسة سلطاته ونحن معه، فهو لا يريد أن يتحول إلى مجرد «ختامة» كما كان فى السابق، ولا أطرش فى الزفة، ولا مكلمة، المجلس يريد التفاعل مع مشاكل الناس، وحلها فى إطار الدستور والقانون وهذا لمصلحة كل الأطراف.