رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خارج السطر

العالم يتحول ويتغير كل يوم. ووحده الأنجح مَن يقرأ غداً بوعى وعمق ويعرف تبدلات القادم ليحدد دوره. المألوف كثير والمُعتاد لا يُميز أحداً.. ولو أردت التفوق اختلف. كُن جديداً.

وإذا كانت اللغات الأجنبية هى أحد أفضل وسائل التميز بين خريج وخريج، فإن تعلُم اللغات النادرة الصعبة السائدة بقوة هو الطريق الأسهل للريادة والتحقق.

ولو كان لى أن أستغل مساحتى للبوح فى نصح اليافعين والأجيال الصاعدة، فإننى أنصحهم بتعلُم اللغة الصينية. لُغة المستقبل. لا أخترع أو أتفلسف أو أدعى الفهم، وإنما أنقل النصيحة من الدكتور محمود مُحيى الدين الاقتصادى العالمى، ومن كثير من المُبصرين فى خريطتنا الموحشة: تعلموا اللغة الصينية تهتدوا.

اقتصاد الغد هو الصين، شركات، ومشروعات، وصفقات، واتفاقات، وطرق تجارة ومال تتبدل. ومَن يعرف الصينية ويُتقنها يعرف الكثير والكثير ويضع نفسه - كشاب - على مسرح المطلوبين بإلحاح للعمل برواتب خيالية.

أفل نجم اللغات التقليدية. الإنجليزية شائعة بين العامة، والفرنسية تُستخدم كنوع من الوجاهة.. الإيطالية لُغة مرتبطة بالسياحة وانتعاشها. أما الصينية فهى لُغة الجديد، القادم من مبتكرات، ومنتجات، والأحدث من سلع. مَن يعرفها ويُتقنها يعنى أنه مُميز، ومُميز جداً.

فى ظرف بضع سنوات، وكما تُخبرنا دراسات المُستقبل، فإن الصين ستحوز ما يُقارب سُدس الاقتصاد العالمى. ولنا أن نتخيل أنه لن توجد سلعة أو خدمة أو تقنية بعيدة عن أيدى الصينيين.

لقد تابعت نجاحات لافتة فى مجال اللغة الصينية بين مصريين طامحين، عيونهم على المستقبل. غير أن أجمل ما استوقفنى فى هذا الشأن كان نموذجاً جديراً بالُمتابعة والتقليد، لذا سأحكيه لكم.

كانت الزميلة رانيا صالح، تخرجت فى كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، وسعت للعمل فى مجال الصحافة والكتابة بشكل متقطع، أعدت دراسات عن الإعلام، شاركت فى مؤتمرات، وكتبت كُتباً عن الصحافة والأدب غير أنها تركت كل ذلك، وتوجهت لتعلم لُغة جديدة هى الصينية. مُنذ خمس سنوات تماماً تفرغت لعشق هذه اللغة العجيبة الصعبة، ثم دفعها التعلم والإتقان إلى التعمق أكثر وأكثر، فسافرت إلى الصين لتستكمل دراستها فى تجربة فريدة لفتاة مصرية وحيدة فى مجتمع غريب. واستثمرت محبتها فى الحصول على الدكتوراه من جامعة بشاندونج مورمال بمدينة جينان الصينية.

ثلاث سنوات قضتها فى المُجتمع الشرقى الساحر. قالت لى إنها أبصرت أسرار التقدم وتعرفت على خصائص المعجزة الصينية. تابعت ثقافة العمل وعايشت يقين الصينيين بضرورة الكد والتعب والاجتهاد للتفوق.

الحياة لديهم قصة كفاح ومكابدة لذيذة ومُمتعة رغم قسوتها.أن تكسب فأنت تحتاج أن تتعب وتتميز. لن تهبط عليك حبات الرطب وأنت نائم تحت جذع الشجرة. تقول رانيا صالح للشباب الذى يُفكر فى الوظيفة وهو ما زال فى بدايات حياته الجامعية: تعلموا الصينية. تعلموا اليابانية. ولوا وجوهكم قبل المشرق، فهناك مهارات عظيمة وفرص خيالية.

انتفضوا واختلفوا.. ترتقوا.

والله أعلم.

[email protected]