رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

كان الاعتقاد قديمًا أن أصلح الأراضى للزراعة هى الأرض السوداء.. وكانت مصر أفضل مثال.. ولكننا نسينا أن أرض الصين وبالذات حول النهر الأصفر «هوانجهو» هى تربة حمراء.. وكذلك أرض السودان وإثيوبيا كلها - أو معظمها - أرض حمراء.. بسبب الطمى الذى تحمله مياه النيل الأزرق ونهر عطبرة.. وكذلك نهر السوباط.. أما أراضى غرب السودان فهى سوداء بسبب منابع النيل الأبيض.

وفى مصر نسينا - إلى أن اكتشفنا - أن الأرض الحمراء لا تقل جودة عن تلك الأراضى الغبراء - السوداء.. وبالذات شرق الدلتا.. قبل أن تصل إلى أراضى الصحراء الشرقية.. ونسينا أن هذه المناطق كانت مياه النيل تصل إليها عندما كانت فروع النيل تتعدد ويصل بعضها إلى سيناء عند بالوظة  مثلاً.

ثم تأكدنا من جودة هذه الأراضى التى زرعناها بالفول السودانى وهو من أهم المحاصيل النقدية.. ونسينا أن نفس هذه الأراضى الحمراء تعطينا أفضل وأجود أنواع المانجو والكنتالوب.. ويا سلام على الشمال أو الشهد الإسماعيلاوى وأيضًا كيزان العسل، وعندما فكر المهندس حسين عثمان فى زراعة مشروع متكامل - هو الصالحية اختار هذه التربة الحمراء ليقيم عليها مشروعه الرائد، لزراعة الصحراء.

وفى نفس هذه الأرض «الحمراء» أو امتدادها فى منطقة العاشر من رمضان، افتتح الرئيس السيسى واحدًا من أهم نظم الزراعة المحمية بالصوبات لإنتاج أفضل المحاصيل وبالذات الخضراوات وفى هذه الصوبات نوفر 80٪ من مياه الري.. ونزرع محاصيل ببذور عالية الجودة.. بعد أن انهارت إنتاجية الأرض السوداء ربما بسبب البذور التقليدية.. وربما بسبب طول زراعتنا للأرض التقليدية بالدلتا، وحول مجرى النيل.

< بل="" إن="" كثيرًا="" من="" الأديرة="" المسيحية="" نجحت="" فى="" زراعة="" -="" مساحات="" كبيرة="" من="" هذه="" الأراضى="" الحمراء="" وأقامت="" زراعة="" وصناعة="" متكاملة="" -="">

وليس سرًا أن الزراعة المحمية تنتج لنا أربعة أمثال ما نحصل عليه بالزراعة التقليدية.. ومن المؤكد أن من أسباب ذلك، تلك البذور الجيدة.. وإذا كنا نستفيد بالخبرة الإسبانية والصينية فى هذا المجال.. فإنما ذلك بسبب العقلية العلمية للصينى والإسبانى وكلاهما من رواد الزراعة المحمية سواء فى آسيا.. أو فى جنوب أوروبا.

وهذه الصوبات - على طريق الإسماعيلية الصحراوى - وفى العاشر حيث امتداد مشروع الصالحية القديم، أفضل مثال للتوسع الصحراوى سواء شرق الدلتا.. أو فى غربها حيث طريق الإسكندرية الصحراوي، الذى لم يعد اللون الأصفر يسيطر عليه.. بل هناك مشروعات مماثلة - لزراعة أرض صحراوية أخرى فى منطقة الفيوم.. وفى منطقة وادى النطرون.

والهدف - من هذه الصوبات بجانب كمية الإنتاج فى الفدان - هو توفير ما يحتاجه المواطن المصري.. ولكن الهدف الذى نسعى إليه أكثر.. هو التصدير.. بعد إدخال أصناف عالية الجودة غزيرة الإنتاج.

والأسواق الخارجية تعشق إنتاج هذه الصوبات.. لأنها الأجود والأقل تلوثًا من أى زراعات أخرى.