عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

لم تكن رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية، مقصودا بها التوبيخ أو التقليل من شأنه، حيث قاطع الرئيس السيسى اللواء عبدالعال أثناء حديثه عن تطوير العشوائيات قائلاً له: من فضلك معرفش هتبقى جاهز ولا لأ.. هو صندوق العشوائيات عندك بيجمع قد إيه..؟ فقال معرفش ثم سأله دخل المحافظة كام؟.. فالتزم المحافظ الصمت فرد الرئيس أنا عارف دخل مصر كام، فسأله الرئيس مرة أخرى انت عارف فيه كام كوبرى اتعملوا فى القاهرة خلال الأربع سنوات الماضية؟ فلم يرد محافظ القاهرة فقال له الرئيس أنا مقصدش بكده حاجة علشان مفترض انك حتقعد مع المواطنين وتتكلم معاهم فلما تتكلم معاهم أرجو ده ميحرجكش ولازم أبقى عارف رأسي من رجلى فى كل شيء.

وقال الرئيس: آسف أن المثال جه فيك انت.. أنا مقصدكش انت أنا أقصد كل زمايلنا اللى بيتكلموا مع الناس.

وهنا بيت القصيد.. ولا أريد أن أفتش عن النوايا وهل الرئيس كان يريد أن ينفرد بالمحافظ فى توجيه هذه الرسائل أو النقض له..!! وقد سبق أن وجه الرئيس نقضا للمحافظة أثناء عودته من إحدى الرحلات وشاهد طريق المطار معظم الأعمدة غير مضاءة.

فى يقينى هذا الحوار الذى أثار الكثير من الأحاديث الجانبية وتطرق فيه إلى ما يجب وما لا يجب، أن ما فعله الرئيس «السيسي» هو الصواب بعينه وهنا لا أنافق ولا أداهن.. ولكن بنظرة واقعية مسئولة ما هو دور أى مسئول فى الدولة هل دوره منظرة يخرج من منزله فى الصباح ويذهب إلى مكتبه بسيارته الفارهة وبجواره حرسه الخاص وبمرافقة سيارة حراسة على مستوى عالٍ جداً؟.. هل دوره أن يحضر ويشهد المناسبات القومية والتاريخية والمشاريع ليصفق ويجلس فى الصفوف الأولي؟.

أعتقد أن دور المسئول يتخطى كل هذا بكثير، دور المسئول أى مسئول فى الدولة هو البناء والحفاظ على مقدرات هذا البلد من العبث.. بمعنى أدق مسئولو المدينة أو الحى أو المحافظة يجب عليهم معرفة كيفية إدارة موارد المنطقة المسئولين عنها، فهناك بعض المناطق تحتاج إلى رعاية لكى يتم استثمارها. فعلى سبيل المثال كل المدن والمحافظات التى تقع على النيل من الجنوب إلى الشمال ورشيد ودمياط ليس معقولاً أن المحافظ يرى نهب طرح النيل بحجة أن النيل مسئول من وزارة الرى وأنا ماليش دعوة.. وتقف مكتوفى الأيدى أمام الجرائم التى ترتكب فى حق هذا البلد، ويجب عليهم استغلال طرح النيل في منشآت سياحية تدر دخلا للمحافظة أو المدينة.

وأضرب لكم مثالاً آخر، حرم السكة الحديد من جنوب مصر إلى مصر العليا كان عرضة للنهب والاستيلاء والمدن والأحياء والمحافظات تشاهد هذا النهب دون مراعاة وأيضاً بحجة أنها تابعة لوزارة المواصلات، فيجب علي المحافظة استثمار تلك المساحات لبناء أسواق حضارية.

يا سادة: المسئولية هنا مسئولية شاملة، ما ينفع الناس دافعوا عنه وما اغتصب استردوه حتى لو كان مالوش صاحب، ويجب على كل مسئول فى هذا البلد أن يعرف كل شبر فى منطقته ويعرف أيضاً كيف يستثمرها لصالح هذا البلد ولصالح المواطن والمسئول الذى لا يعرف كيف يدير محافظة أو مدينة عليه أن يترك منصبه لغيره فوراً.

ولا بد من وضع قواعد محترمة لاختيار المسئولين على كافة المستويات بشكل أوضح لا بد أن تتوافر عدة شروط فيمن يشغل هذه المناصب: أن يكون بارعا فى علم الإدارة وأن يكون قادراً على تنمية الموارد، وأن يكون أميناً صادقاً وفياً لعمله ولوطنه قليل الكلام كثير العمل، ويحسن الكلام ويختار ألفاظه إذا اضطرته الظروف للحديث.

يا سادة الدولة الخدمية تقلص دورها فى المجتمعات الحديثة، بمعنى آخر الدولة تستثمر مواردها فى مختلف مناحى الحياة، ولا يقف دورها عند المتفرج، والمسئول الذى لا يملك الإمكانات اللازمة لتحقيق أعلى استفادة عليه أن يغادر بلا رجعة.

< وأعود="" إلى="" رسائل="" الرئيس،="" فهى="" بمثابة="" قواعد="" راسخة="" لكل="" مسئول="" يعتلى="" منصبا="" فى="" هذا="" البلد="" إما="" أن="" يكون="" قادراً="" على="" مواجهة="" مسئولياته="" أو="">