عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

 

يبلغ حجم السياح حول العالم 1.326 مليار سائح وفقًا لآخر تقارير منظمة السياحة العالمية.. ينفقون سنويا 1.6 تريليون دولار، أو ما يعادل 4 مليارات دولار يوميًا.

ومن هذا السوق الضخم، تحظى فرنسا بـ89 مليون سائح وفقًا لتصريحات الخارجية الفرنسية.. كما تتخطى إسبانيا حاجز الـ 80 مليون سائح.. وبحسبة بسيطة يتبين أن دخل كل من فرنسا وإسبانيا يتخطى 100 مليار دولار سنويًا من السياحة وحدها.

ووسط معادلات السياحة الدولية، تقف مصر وحدها رقماً صعباً ولغزاً محيراً بكل ما تملكه من مقومات سياحية من مناخ وشواطئ وآثار تتخطى ثلث آثار العالم، باحتفالها بتخطيها حاجز 8 ملايين سائح!

وبخلاف فرنسا وإسبانيا.. ستكون المقارنة مؤلمة أيضا إذا أجريناها مع دول مثل أندونيسيا وتايلاند وماليزيا.

واللغز الذى مازلنا عاجزين عن حله.. هو ماذا يريد ذلك السائح اللعين ليعاملنا مثل إندونيسيا أو حتى تايلاند؟ ولماذا لا تجدى معه كل حملاتنا الدعائية وغزواتنا الخطابية فى المعارض والمؤتمرات الدولية؟ ولماذا لا يصدق مثلنا كل ما نكذب به على أنفسنا؟ ولماذا تقف آثارنا وشواطئنا وعملتنا الرخيصة و«نورت مصر» عاجزة عن إقناع جنابه بمنحنا نصف ما يمنحه فرنسا لتودع مصر كبوتها الاقتصادية إلى الأبد؟

وقبل أن نسترسل فى ندب حظنا ولوم القائمين على قطاع السياحة عندنا (وهم ملومون أيضا).. لابد أن ندرك أولاً أن السياحة صناعة يشترك فيها المجتمع ككل وتلعب القطاعات غير السياحية فيها دوراً لا يقل أهمية عن قطاع السياحة.

فالسائح ببساطة يريد أن يشعر بالأمان.. أن يشعر بأنه محاط بالبهجة والمرح والجمال، والشوارع النظيفة.. يكره القبح وإضاعة يومه فى زحام خانق لقطع عدة كيلومترات.. السائح لا يريد رؤية أكوام القمامة والشحاتين خلال رحلته.. لا يريد أن يقدم له التاجر 4 أضعاف السعر فى بداية الشراء وبعد قليل من الجدل ينزل لنصف الثمن.. السائح يكره «الفهلوة» والتعامل مع «الحلنجية» والنصابين وطالبى البقشيش فى المقاهى والمطاعم وعربات الأجرة.. السائح لا يشعر بالأمان فى جو مليء بالفوضى والفساد ومحاولات الابتزاز فى كل خطوة يخطوها.. السائح لا تغريه العملة الرخيصة مع الخدمة السيئة ومحاولات الاسترضاء الساذجة.. السائح يدفع أضعاف أضعاف ما يدفعه لنا فى فرنسا وإنجلترا وألمانيا ويحترم قوانينها.. وأخيرًا إذا كان السياح مولعين بالصعود لقمة الهرم.. فلماذا لا تنظم لهم إدارة المنطقة مجموعات لصعود الهرم والتقاط الصور الجميلة تحت إشرافها، بدلًا من مطاردتهم أمنيا!

السياحة يا سادة فكر وأسلوب حياة.. وعلينا قبل أن نلوم السياح والمؤامرات «الكونية» أن نلوم أنفسنا أولاً، ونلعن فشلنا الذى أضاع علينا فرص الحياة الكريمة!

[email protected]